علامات التحذير المبكرة للتوحد عند الرضع ما يجب أن تعرفيه

علامات التحذير المبكرة للتوحد عند الرضع ما يجب أن تعرفيه يعتبر التوحد اضطرابًا في النمو العصبي يؤثر على كيفية تفاعل الطفل مع العالم من حوله. ويمكن أن تظهر علاما…

مدونة أناقة صحية
المؤلف مدونة أناقة صحية
تاريخ النشر
آخر تحديث

علامات التحذير المبكرة للتوحد عند الرضع ما يجب أن تعرفيه

يعتبر التوحد اضطرابًا في النمو العصبي يؤثر على كيفية تفاعل الطفل مع العالم من حوله. ويمكن أن تظهر علامات التحذير المبكرة للتوحد عند الرضع في الأشهر أو السنوات الأولى من حياتهم. فهم هذه العلامات ومعرفتها يساعد الأباء والأمهات على طلب المساعدة والدعم في وقت مبكر، مما يساهم في تحسين نمو الطفل وتطوره. يُشدد الخبراء على أهمية التدخل المبكر للأطفال المصابين بالتوحد، حيثُ يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في حياتهم. 


علامات التحذير المبكرة للتوحد عند الرضع ما يجب أن تعرفيه
علامات التحذير المبكرة للتوحد عند الرضع ما يجب أن تعرفيه

وفي هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل علامات التحذير المبكرة للتوحد عند الرضع، بالإضافة إلى تقديم نصائح وإرشادات للأباء والأمهات حول كيفية التعامل مع هذه الحالة.

تختلف علامات التوحد من طفل لآخر، وقد لا تظهر جميعها بنفس الشدة. ومع ذلك، هناك بعض العلامات الشائعة التي يجب الانتباه إليها، خاصة خلال السنة الأولى من عمر الطفل. من المهم أن نتذكر أن ملاحظة هذه العلامات لا تعني بالضرورة إصابة الطفل بالتوحد، ولكنها مؤشر على ضرورة استشارة الطبيب لتقييم حالة الطفل بشكل دقيق.

التواصل البصري والاجتماعي

يعتبر ضعف التواصل البصري من أبرز علامات التوحد المبكرة. قد لا يُحافظ الطفل المصاب بالتوحد على التواصل البصري مع الآخرين، أو قد يتجنبه تمامًا. كما قد لا يستجيب لاسمه عند مناداته، أو لا يبتسم بشكل متبادل. من ناحية أخرى، قد يواجه الطفل صعوبة في فهم تعابير الوجه والإشارات الاجتماعية، مما يؤثر على تفاعله مع المحيطين به.
  1. قلة أو عدم وجود تواصل بصري مع الوالدين أو مقدمي الرعاية.
  2. عدم الاستجابة لاسمه عند مناداته بشكل متكرر.
  3. صعوبة في فهم تعابير الوجه والإشارات غير اللفظية.
  4. عدم الابتسام أو الضحك بشكل متبادل.
  5. تفضيل اللعب بمفرده وعدم الاهتمام بالتفاعل مع الآخرين.
  6. صعوبة في تقليد حركات الآخرين أو التعبير عن المشاعر.

التواصل اللفظي وغير اللفظي

قد يتأخر الطفل المصاب بالتوحد في الكلام أو لا يتكلم على الإطلاق. كما قد يكرر نفس الكلمات أو العبارات بشكل مستمر، أو قد يستخدم لغة غير مفهومة. من ناحية أخرى، قد يواجه الطفل صعوبة في استخدام الإيماءات أو تعابير الوجه للتواصل، مما يؤثر على قدرته على التعبير عن احتياجاته ومشاعره.
  1. تأخر في النطق أو عدم الكلام في سن 16 شهرًا.
  2. تكرار الكلمات أو العبارات بشكل مستمر (echolalia).
  3. استخدام لغة غير مفهومة أو ذات معنى خاص.
  4. صعوبة في بدء المحادثات أو الاستمرار فيها.
  5. عدم استخدام الإيماءات أو تعابير الوجه للتواصل.
  6. صعوبة في فهم اللغة المجازية أو الدعابة.

السلوكيات المتكررة والحسية

قد يظهر الطفل المصاب بالتوحد سلوكيات متكررة، مثل هز الجسم أو رفرفة اليدين أو الدوران حول نفسه. كما قد يكون لديه حساسية مفرطة أو ضعف في الاستجابة للمنبهات الحسية، مثل الضوء أو الصوت أو اللمس. قد يُظهر أيضًا تعلقًا غير عادي بأشياء معينة أو روتينات يومية، ويُصاب بالقلق أو الضيق عند تغييرها.
  1. هز الجسم أو رفرفة اليدين أو الدوران حول النفس.
  2. حساسية مفرطة أو ضعف في الاستجابة للضوء أو الصوت أو اللمس.
  3. تعلق غير عادي بأشياء معينة أو روتينات يومية.
  4. القلق أو الضيق عند تغيير الروتينات.
  5. التركيز على تفاصيل صغيرة وتجاهل الصورة العامة.
  6. صعوبة في التكيف مع التغييرات في البيئة.

نصائح وإرشادات للأباء والأمهات

إذا لاحظت أيًا من هذه العلامات على طفلك، من المهم استشارة الطبيب أو أخصائي نمو الأطفال في أسرع وقت ممكن. التشخيص المبكر للتوحد يُتيح للطفل فرصة الحصول على التدخل المبكر، مما يساهم في تحسين نموه وتطوره. هناك العديد من البرامج وخدمات الدعم المتاحة للأطفال المصابين بالتوحد وعائلاتهم.

  1. استشارة الطبيب: لا تترددي في استشارة طبيب الأطفال أو أخصائي التطور إذا لاحظت أي علامات تحذير للتوحد لدى طفلك. التشخيص المبكر هو المفتاح لتقديم الدعم المناسب.
  2. التدخل المبكر: التدخل المبكر للأطفال المصابين بالتوحد يُعد أمرًا بالغ الأهمية لتحسين مهاراتهم الاجتماعية والتواصلية والسلوكية.
  3. برامج الدعم: ابحثي عن برامج الدعم المتاحة في منطقتك للأطفال المصابين بالتوحد وعائلاتهم. تقدم هذه البرامج خدمات متنوعة، مثل العلاج التخاطبي والعلاج الوظيفي.
  4. التواصل مع الأباء الآخرين: تواصلي مع آباء وأمهات أطفال مصابين بالتوحد لتبادل الخبرات والدعم.
  5. التركيز على نقاط القوة: ركزي على نقاط قوة طفلك وشجعيه على تطويرها. كل طفل مصاب بالتوحد فريد من نوعه، ويمتلك مهارات وقدرات خاصة.
  6. الصبر والتفهم: تحلّي بالصبر والتفهم مع طفلك، وقدّمي له الدعم والحب الذي يحتاجه. التعامل مع التوحد يتطلب وقتًا وجهدًا، ولكن بالتأكيد سيكون للجهود نتائج إيجابية.

متى يجب عليكِ استشارة الطبيب؟

على الرغم من أن بعض علامات التوحد قد لا تكون واضحة تمامًا قبل بلوغ الطفل سن 12 شهرًا، إلا أن هناك بعض المؤشرات المبكرة جدًا التي قد تلاحظينها في الأشهر الستة الأولى من عمر طفلك. إذا لاحظت أيًا من هذه المؤشرات، فمن المهم مناقشتها مع طبيب الأطفال الخاص بكِ:
  • عدم الابتسام أو إظهار تعبيرات وجه سعيدة بحلول الشهر السادس.
  • عدم إجراء اتصال بصري بحلول الشهر الرابع.
  • عدم الاستجابة للأصوات أو الابتسامات أو تعبيرات الوجه الأخرى.
  • عدم تقليد الأصوات أو تعبيرات الوجه.
  • عدم التفاعل معكِ أو مع الآخرين.
  • عدم الوصول للأشياء أو الإشارة إليها.
  • قلة أو انعدام المناغاة (التواصل من خلال الأصوات غير اللفظية).

علامات أخرى مبكرة للتوحد عند الرضع

بالإضافة إلى العلامات السابقة، هناك بعض العلامات الأخرى التي قد تشير إلى التوحد عند الرضع في عمر مبكر. ومن المهم أن تتذكري أن هذه العلامات ليست قائمة حصرية، وأن كل طفل مختلف عن الآخر. إذا كنتِ قلقة بشأن نمو طفلك، فمن الأفضل استشارة الطبيب للحصول على تقييم شامل.
  • عدم الاستجابة للمنبهات السمعية أو البصرية، مثل عدم التفات الرأس نحو مصدر الصوت.
  • صعوبة في الرضاعة الطبيعية أو تناول الطعام من الزجاجة.
  • فرط الحساسية للمس أو الروائح أو الأصوات أو الأضواء.
  • قلة الاهتمام بالألعاب أو الأنشطة التي يستمتع بها الأطفال الآخرون في نفس العمر.
  • عدم التعلق بالوالدين أو مقدمي الرعاية.
  • صعوبة في التكيف مع التغيرات في الروتين.

كيف يمكنكِ مساعدة طفلك؟

إذا تم تشخيص طفلك بالتوحد، فهناك العديد من الطرق التي يمكنكِ من خلالها مساعدته على التطور والتقدم. من أهم هذه الطرق:
  • التدخل المبكر: يُعد التدخل المبكر من أهم العوامل التي تساهم في تحسين مهارات الطفل وتطوره. ابحثي عن برامج التدخل المبكر في منطقتك وسجّلي طفلك فيها في أسرع وقت ممكن.
  • العلاج: هناك عدة أنواع من العلاج التي يمكن أن تُفيد الأطفال المصابين بالتوحد، مثل العلاج التخاطبي، والعلاج الوظيفي، والعلاج باللعب. استشيري طبيب طفلك حول أنسب أنواع العلاج لطفلك.
  • الدعم الأسري: يُعد الدعم الأسري مهمًا جدًا للأطفال المصابين بالتوحد وعائلاتهم. انضمي إلى مجموعات دعم الآباء لتبادل الخبرات والحصول على الدعم والنصائح من آباء آخرين.
  • التعليم: يحتاج الأطفال المصابين بالتوحد إلى برامج تعليمية خاصة تلبي احتياجاتهم الفريدة. تواصلي مع مدرسة طفلك لمناقشة الخيارات التعليمية المتاحة له.
  • البيئة الداعمة: احرصي على توفير بيئة منزلية داعمة ومحفزة لطفلك. حاولي تجنب التغييرات المفاجئة في الروتين ووفري له مساحة هادئة يستطيع اللجوء إليها عندما يشعر بالضيق أو الإرهاق.

الخاتمة

 إن فهم علامات التحذير المبكرة للتوحد عند الرضع يُعد خطوة حاسمة نحو التشخيص المبكر والتدخل الفعال. من خلال الوعي بهذه العلامات، يمكن للأباء والأمهات طلب المساعدة والدعم في الوقت المناسب، مما يساهم في تحسين نمو طفلهم وتطوره بشكل كبير. تذكري أن التوحد لا يعني النهاية، بل هو بداية رحلة مليئة بالتحديات والفرص. بتقديم الدعم والحب والرعاية المناسبة، يمكن للأطفال المصابين بالتوحد أن يعيشوا حياة سعيدة ومُرضية.

أسئلة شائعة

تشمل العلامات المبكرة للتوحد عند الرضع ضعف التفاعل البصري، عدم الاستجابة عند مناداتهم بأسمائهم، قلة الابتسام، أو عدم الانتباه للأصوات المحيطة.
يمكن ملاحظة العلامات المبكرة للتوحد غالبًا بين عمر 6 أشهر إلى 18 شهرًا، حيث تبدأ بعض السلوكيات غير الاعتيادية بالظهور.
أسباب التوحد غير واضحة تمامًا، لكنها قد تكون مرتبطة بعوامل جينية وبيئية معقدة، بما في ذلك التعرض لمواد معينة أثناء الحمل.
لا يوجد علاج نهائي للتوحد، ولكن التدخل المبكر مثل العلاج السلوكي والنطق يمكن أن يساعد في تحسين المهارات الاجتماعية والتواصلية.
الكشف المبكر عن التوحد يساعد في وضع خطط علاجية ملائمة تسهم في تحسين جودة حياة الطفل وتطوير مهاراته بشكل أفضل.
عند الشك في وجود توحد، يجب استشارة طبيب متخصص في النمو أو أخصائي نفسي لإجراء تقييم شامل وتحديد الخطوات العلاجية المناسبة.

مصادر المعلومات

  • الموقع الإلكتروني لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC): https://www.cdc.gov/ncbddd/autism/index.html 
  • الجمعية الوطنية للتوحد (National Autism Society): https://autism.org.uk/
  • Taylor LE, et al. Vaccines are not associated with autism: An evidence-based meta-analysis of case-control and cohort studies. Vaccine. 2014;32:3623.
  • Weissman L, et al. Autism spectrum disorder in children and adolescents: Complementary and alternative therapies. https://www.uptodate.com/home. Accessed April 4, 2017.
  •  UNICEF. Your baby's developmental milestones at 6 months. Retrieved on the 16th of January, 2023.

تعليقات

عدد التعليقات : 0