أخطر أنواع الأمراض النفسية تعرف على الأعراض وكيفية التعامل معها
أخطر أنواع الأمراض النفسية تعرف على الأعراض وكيفية التعامل معها |
ما هي الأمراض النفسية؟
و لا يُوجد سبب واحد مُحدد لحدوث الأمراض النفسية، و إنما هي غالباً ما تنتج عن مزيج من العوامل الوراثية و البيئية و النفسية و الاجتماعية، مثل التاريخ العائلي للإصابة بأمراضٍ نفسية و التعرض للصدمات أو العنف و الإجهاد المزمن و التعرّض لـلتمييز و العزلة الاجتماعية و التغيرات الكيميائية في الدماغ و خلل في بعض مناطق الدماغ و الناقلات العصبية و تُؤثر هذه العوامل على الكيمياء الدماغية و الناقلات العصبية و وظائف الدماغ و تؤدي إلى ظهور الأعراض المُختلفة للأمراض النفسية.
أخطر أنواع الأمراض النفسية
- الفصام
الفصام هو اضطراب عقلي مزمن و خطير يؤثر على التفكير و المشاعر و السلوكيات. و يعاني الأشخاص المُصابون بالفصام من أعراض ذهانية مثل الهلوسة و الأوهام و اضطرابات في الكلام و التفكير و التواصل و عدم القدرة على التعبير عن المشاعر و قد تؤثر أعراض الفصام على قدرة الشخص على أداء وظائفه اليومية و التفاعل مع محيطه الاجتماعي بشكلٍ طبيعي و هو مرض مُزمن و يتطلّب رعايةً طبية و نفسية طويلة الأمد و قد يحتاج بعض المُصابين به إلى الإقامة في المستشفى لتلقي العلاج و الرعاية اللازمة، خاصةً في الحالات الشديدة أو خلال فترات الانتكاس. و تشمل أسباب الفصام مجموعة من العوامل الوراثية و البيئية و الكيميائية في الدماغ، مثل وجود خلل في بعض الناقلات العصبية، و التعرّض لـبعض العدوى أثناء فترة الحمل و بعض المُحفزات البيئية الأخرى مثل التعرّض لـ ضغوط نفسيةٍ شديدة و إدمان المخدرات. لا يُوجد علاج شافٍ لـ الفصام حتى الآن، و لكن العلاجات المُتاحة تساعد على التحكم في الأعراض و تحسين جودة حياة المريض، و تشمل هذه العلاجات الأدوية المُضادة للذهان و العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي و العلاج الأسري و إعادة التأهيل الاجتماعي و الوظيفي.
- الاضطراب الوجداني ثنائي القطب هو اضطراب مزمن في المزاج يتميز بتقلّبات مزاجية شديدة تتراوح بين الهوس أو نوبات الهوس الخفيف (Hypomania) و الاكتئاب. يعاني المُصابون بهذا الاضطراب من تقلبات مزاجية مفاجئة و دون سبب واضح و تؤثر هذه التقلّبات بشكلٍ كبير على سلوكهم و وظائفهم اليومية و قد تدفعهم إلى اتّخاذ قرارات متهوّرةٍ أو الانخراط في سلوكيات مُخاطرة. و تشمل أعراض الهوس النشاط المُفرط و الطاقة الزائدة و سرعة الكلام و الهلوسة و الأوهام و صعوبة التركيز و قلة الحاجة للنوم، أما أعراض الاكتئاب فتتمثل في الشعور بالحزن و الفراغ و فقدان الاهتمام بالأنشطة المُفضّلة و صعوبة التركيز و التفكير و الأرق أو فرط النوم و التعب و الإرهاق و فقدان الشهية أو الإفراط في تناول الطعام و الأفكار الاكتئابية و الميول الانتحارية. و يتطلّب علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب مزيجًا من الأدوية، مثل مُثبّتات المزاج و مضادات الذهان، و العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي و العلاج بالحوار، لتخفيف الأعراض و منع حدوث الانتكاسات.
- الاكتئاب الشديدة
يُعد الاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا و هو يؤثر على المزاج و الأفكار و السلوك بشكل كبير و قد يُؤدي إلى مشاكل صحية أخرى مثل أمراض القلب و السكري و السمنة، و في حالاته الشديدة قد يُؤدي إلى أفكارٍ و ميولٍ انتحارية لذلك، من الضروري طلب المساعدة الطبية إذا كنت تُعاني من أعراض الاكتئاب. و يُعتبر الاكتئاب الشديدة نوعًا خطيرًا من الاكتئاب، حيث يعاني الشخص المُصاب من أعراضٍ شديدة تؤثر على قدرته على العمل و الدراسة و ممارسة الأنشطة اليومية و الاستمتاع بحياته بشكل طبيعي و قد يُعاني أيضًا من الهلوسة و الأوهام و فقدان الاتصال بالواقع. و يشمل علاج الاكتئاب الشديدة مزيجًا من الأدوية المُضادة للاكتئاب و العلاج النفسي، و قد يحتاج بعض المرضى إلى العلاج بالصدمات الكهربائية في الحالات الشديدة جدا.
- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
هو حالة صحية نفسية تحدث نتيجة التعرض لـحدثٍ صادم أو مُرعب مثل العنف الجسدي أو الجنسي أو الكوارث الطبيعية أو الحروب. يُمكن أن تظهر الأعراض مباشرة بعد الحدث الصادم، أو بعد عدّة شهور أو حتى سنوات. و تشمل أبرز أعراض اضطراب ما بعد الصدمة استرجاع الحدث الصادم في ذكريات متكررة و أحلامٍ مزعجة، و تجنّب الأماكن أو الأشخاص أو الأنشطة التي تُذكّر بالحدث الصادم، و الشعور بالخوف و القلق و التوتر بشكل مُستمر، و صعوبة النوم و التركيز و الغضب و الانفعال السهل و شعور بالذنب و الخجل و قد يعاني بعض الأشخاص المُصابين بـ اضطراب ما بعد الصدمة أيضًا من أعراض جسدية مثل آلامٍ في الجسم و صداع و مشاكل في الجهاز الهضمي و يتم علاج هذه الحالة من خلال العلاج النفسي مثل العلاج بالكلام و العلاج بالعلاج المعرفي السلوكي، و العلاج بالتعرض، بالإضافة إلى الأدوية في بعض الحالات.
- اضطراب الشخصية الحدّية (BPD) اضطراب عقلي خطير يؤثر على طريقة تفكير الشخص و شعوره تجاه نفسه و الآخرين و يُسبب مشاكل في صورة الذات و الصورة الذهنية للآخرين و يؤدي إلى عدم استقرار في العلاقات الشخصية و تقلبات مزاجية شديدة و سلوكيات متهوّرة و ميولٍ لإيذاء النفس و يجد المُصابون بـ اضطراب الشخصية الحدّية صعوبة في تنظيم مشاعرهم و التعامل مع الإحباطات و الخيبات و الانتقادات و قد يلجؤون إلى سلوكيات ضارة مثل إدمان الكحول أو المخدرات أو إيذاء النفس و يُعتبر العلاج النفسي باستخدام العلاج السلوكي الجدلي (DBT) أحد أكثر العلاجات فاعلية لـ اضطراب الشخصية الحدّية ، بالإضافة إلى العلاج الدوائي في بعض الحالات و يركز العلاج على مساعدة المريض على التحكم في مشاعره و سلوكياته و تحسين علاقاته الشخصية و التكيّف مع تحدّيات الحياة بشكلٍ أفضل.
علامات تحذيرية تستدعي طلب المساعدة
من الهام طلب المساعدة الطبية في الحالات التالية
- إذا كانت الأعراض النفسية شديدة و مُستمرة مثل الشعور بالحزن العميق أو القلق أو الخوف بشكلٍ مستمرٍ لأكثر من أسبوعين، أو إذا كانت هذه الأعراض تؤثر على قدرتك على أداء وظائفك اليومية و علاقاتك الاجتماعية.
- إذا كنت تُعاني من أفكارٍ انتحارية أو أفكارٍ تدعو إلى إيذاء النفس أو الآخرين يجب طلب المساعدة الطبية العاجلة في هذه الحالة.
- إذا شعرت بتغيّرٍ مفاجئ في المزاج أو السلوك: مثل القلق الشديد أو الغضب أو الانفعال أو الهلوسة أو جنون العظمة أو صعوبة في التركيز.
- إذا كان لديك تاريخ عائلي للإصابة بأمراض نفسية فقد تكون أكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض و من الهام طلب المساعدة المبكرة إذا ظهرت عليك أي أعراض.
- إذا شعرت أن الأدوية التي تتناولها لا تعمل بشكل جيد أو تسبب لك آثارًا جانبية مزعجة استشر طبيبك لمُناقشة الخيارات العلاجية الأخرى المُتاحة.
لا تتردد في طلب المساعدة إذا كنت تشعر بأن صحتك النفسية في خطر فتواصل مع أخصائي صحةٍ نفسية لتقييم حالتك و وضع خطة علاجية مُناسبة. فإن التشخيص و العلاج المُبكر يُمكن أن يُحسّن من فرص التعافي و يُساعدك على التمتع بحياةٍ صحيةٍ و مُستقرةٍ نفسيًا و عاطفيًا.