مغص الرضع - أسبابه وطرق فعّالة لتهدئة طفلك ونوم هادئ للأم والطفل

مغص الرضع - أسبابه وطرق فعّالة لتهدئة طفلك ونوم هادئ للأم والطفل يُعتبر مغص الرضع من أكثر المشاكل الصحية شيوعًا التي يُواجهها الآباء و الأمهات الجدد، وهو يتمثّل …

مدونة أناقة صحية
المؤلف مدونة أناقة صحية
تاريخ النشر
آخر تحديث

مغص الرضع - أسبابه وطرق فعّالة لتهدئة طفلك ونوم هادئ للأم والطفل

يُعتبر مغص الرضع من أكثر المشاكل الصحية شيوعًا التي يُواجهها الآباء و الأمهات الجدد، وهو يتمثّل في نوبات بكاءٍ شديدة و مُتكررة لدى الرضّع الأصحاء و الذين يتغذّون بشكلٍ جيد. و يبدأ مغص الرضع عادةً في الأسابيع الأولى من العمر و يصل إلى ذروته في عمر 6 أسابيع و ثم يبدأ في التلاشي تدريجيًا حتى يختفي تمامًا في عمر 3-4 شهور.

مغص الرضع - أسبابه وطرق فعّالة لتهدئة طفلك ونوم هادئ للأم والطفل
مغص الرضع - أسبابه وطرق فعّالة لتهدئة طفلك ونوم هادئ للأم والطفل

 في هذا المقال، سنُناقش مغص الرضع و أسبابه المُحتملة و سنُقدّم لكم طرقًا فعّالة لتهدئة طفلك المُصاب بالمغص و مساعدته على النوم بشكلٍ أفضل للحفاظ على صحة طفلك و راحته النفسية و لتوفير قسطٍ كافٍ من النوم و الراحة للأمهات أيضًا.

يُمكن أن يكون مغص الرضع تجربة مرهقة للآباء و الأمهات الجدد و يُسبب لهم الشعور بالإحباط و العجز، خاصة إذا كان البكاء شديدًا و مُستمرًا و يؤثر على نوم الطفل و راحته و يُمكن أن تستمر نوبات البكاء لساعاتٍ طويلة، مما يؤثر على راحة الوالدين و صحتهم النفسية و لذلك من الهام فهم أسباب مغص الرضع و أعراضه و كيفية التعامل معه بشكلٍ صحيح و التعرّف على أفضل الوسائل و الاستراتيجيات المُتاحة لتهدئة الطفل المُصاب بالمغص و مُساعدته على النوم. و في هذا المقال سنناقش أسباب مغص الرضع و أعراضه و نتناول بالتفصيل أفضل الطرق و الأساليب الفعّالة التي تُساعد على تهدئة الرضيع المُصاب بالمغص و مساعدته على النوم و توفير الراحة والهدوء له و لأمه. و من خلال هذا المقال نهدف إلى تزويد الآباء و الأمهات الجدد بالثقة و المعرفة اللازمة للتعامل مع مغص الرضع بشكل فعّال و تجنب المُضاعفات و القلق الزائد.

ما هو مغص الرضع؟

مغص الرضع (Infant colic) هو مُصطلح عام يُستخدم لوصف نوبات بكاء الرضع الشديد و المُستمر دون وجود سبب واضح مثل الجوع أو تغيير الحفاض و قد يحدث مغص الرضع في أي وقت من اليوم و لكن غالبًا ما يحدث في أوقات المساء و يستمر لعدّة ساعاتٍ في بعض الأحيان. و تُعاني بعض الأمهات من بكاء أطفالهن المُستمر بشكلٍ يومي تقريبًا حتى أن الأم تشعر بالقلق و الإرهاق النفسي و الجسدي بسبب بكاء طفلها الشديد و هذا يؤثر على جودة نومها و راحتها بشكلٍ سلبي و قد يصل الأمر إلى الشعور بالاكتئاب بعد الولادة خاصة مع تراكم المسؤوليات الأخرى المُرتبطة برعاية الطفل الرضيع لذلك من الهام فهم طبيعة مغص الرضع و كيفية التعامل معه.

أعراض مغص الرضع

من أعراض مغص الرضع :
  • نوبات بكاء شديدة و مُفاجئة و مُتكررة و مُستمرة : تبدأ نوبات البكاء فجأةً و دون سبب واضح مثل الجوع أو الحاجة لتغيير الحفاض و تكون شديدة و عالية الصوت و قد يُصبح وجه الطفل أحمر و ينقبض جسمه بشكلٍ ملحوظ. و قد يستمر البكاء لعدة ساعاتٍ يوميًا و خاصة في فترة المساء و عادةً ما يكون الطفل هادئًا بين نوبات البكاء و يتغذّى بشكلٍ طبيعي و قد يتوقّف البكاء مُفاجأةً بنفس السرعة التي بدأ بها .

  • صعوبة في تهدئة الطفل و إرضائه أثناء نوبة المغص : قد يحاول الوالدان تهدئة الطفل المُصاب بالمغص بشتّى الطرق مثل هزّه بلطف أو التربيت على ظهره أو إعطائه اللّهاية أو إرضاعه أو تغيير حفاضه ولكن جميع هذه المُحاولات قد لا تنجح في تهدئة الطفل المُصاب بالمغص و قد يُصبح البكاء أكثر حدة مع استمرار المحاولات و على الرغم من بكائه الشديد، فإن الأطفال المُصابين بالمغص عادة ما يكونون بصحةٍ جيدة و لا توجد أية علامات أخرى للمرض مثل الحُمّى أو القيء.
  • انتفاخ في البطن مع إخراج الغازات و شد الرجلين نحو البطن أثناء البكاء : يُلاحظ بعض الآباء و الأمهات انتفاخ بطن أطفالهم أثناء نوبات المغص مع إخراج الغازات و شدّ الرضيع رجليه نحو بطنه و قبض يديه بإحكام.

  • تغيّرات في نمط النوم لدى الطفل و استيقاظه بشكلٍ متكرر و صعوبة في العودة إلى النوم: و قد يكون ذلك بسبب عدم ارتياح الطفل أثناء النوم و الشعور بألم في البطن بسبب الغازات المُتراكمة و يؤدي ذلك إلى بكائه المُستمر.
  • زيادة كمية اللعاب التي يُفرزها الطفل:قد يكون ذلك بسبب حركة اللسان المتكررة التي يقوم بها الطفل خلال بكائه أو بسبب ابتلاع الطفل كمية كبيرة من الهواء أثناء البكاء مما يُحفز إنتاج اللعاب أو بسبب وجود بعض الحساسية أو التهاب في الفم لدى الطفل.

أسباب مغص الرضع

لا يُوجد سبب واحد معروف و مُحدد لمغص الرضع. ولكن هناك العديد من العوامل التي قد تلعبه دورًا في حدوث مغص الرضع، منها:

  • مشاكل في الجهاز الهضمي و حساسية الأطعمة

بعض الرضع قد يُعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي أو من حساسية تجاه بعض الأطعمة مثل حليب البقر و مشتقاته أو بعض أنواع الخضراوات أو الفواكه فهذه الأطعمة قد تُسبب الغازات و الانتفاخ و الشعور بعدم الراحة في البطن و بكاء الطفل بشكل مفرط و قد تكون الأم تتناول بعض هذه الأطعمة و التي تصل إلى الطفل من خلال حليب الأم لذلك يُنصح الأم بتجنّب بعض الأطعمة التي يُمكن أن تزيد من مغص الرضيع إذا كانت ترضعه رضاعة طبيعية مثل الحليب البقري و الكرنب و القرنبيط و العدس و البصل و المشروبات الغازية .

 وقد يُعاني الرضيع من ارتجاع المريء حيث يرجع الحليب و حمض المعدة من المعدة إلى المريء و يُسبب ذلك شعورًا بالحرقة و الضيق و قد يبكي الرضيع بشكل مُتقطع و يُصبح مُتعلقًا بصدر الأم أو الرضّاعة الصناعية باستمرار و لا يعرف السبب الواضح لـ ارتجاع المريء و لكن هناك عوامل تُزيد من الخطر مثل عدم نضج العضلة العاصرة السفلية للمريء لدى الرضيع

  • عدم تحمّل سكر اللاكتوز :

بعض الرضّع يُعانون من عدم قدرة الجسم على هضم سكر اللاكتوز الموجود في الحليب بسبب نقص إنزيم اللاكتاز المسؤول عن هضم اللاكتوز و يُسبب ذلك ظهور بعض الأعراض مثل الغازات و الانتفاخ و الإسهال و الشعور بألمٍ في البطن مما يُؤدي إلى بكاء الرضيع بشكل .متكرر

عند الرضع الذين يتغذون على الحليب الصناعي، يمكن تجربة استخدام أنواع مختلفةٍ من الحليب مثل حليب الصويا أو حليب الأرز و مُتابعة إذا ما كانت الأعراض ستختفي. أما إذا كانت الأم ترضع طفلها رضاعة طبيعية فيُنصح بمُتابعة طبيب أطفال لتقييم الحالة و تحديد السبب و إعطاء التعليمات المناسبة. و قد ينصح الطبيب باستخدام قطراتٍ خاصة بمغص الرضع مثل قطرات "سيميثيكون" Simethicone للتقليل من الغازات و التخفيف من مغص الرضع و من الهام ملاحظة أنه يجب عدم إعطاء الطفل أي دواء دون استشارة الطبيب و أيضًا إذا كنت تُعانين من مغص الرضع بشكل مزمن و مُستمر و يؤثر على نمو الرضيع أو يُسبب له مشاكل في التغذية فاستشيري الطبيب ليتمكن من تقييم حالته و استبعاد أي مشاكل صحية أخرى مثل ارتجاع المريء أو انسداد في الأمعاء أو حساسية اللاكتوز أو غير ذلك من المشاكل التي تحتاج إلى علاج. 

  • عدم نضج الجهاز الهضمي :

يُعتقد أن أحد أسباب مغص الرضع هو عدم نضج الجهاز الهضمي لديهم و خاصة في الشهور الأولى من العمر حيث لا يزال جهازهم الهضمي في مرحلة التطور و قد لا يعمل بشكلٍ فعّالٍ تمامًا و قد يؤدي ذلك إلى تكوين الغازات في الأمعاء و حدوث مغص.

  • الغازات المُتراكمة في الأمعاء:
  • يبتلع الرضّع كمية كبيرة من الهواء أثناء الرضاعة و قد تتراكم الغازات في الأمعاء و تسبب مغصًا و شعورًا بعدم الراحة.

  • فرط التحفيز للجهاز العصبي :
  • يُعتقد أن الجهاز العصبي لدى بعض الرضع يكون أكثر حساسية من غيرهم للمثيرات الخارجية مثل الضوء و الأصوات و هذا قد يُسبب لهم الشعور بالقلق و عدم الراحة و يبكون بسهولة.

    و بسبب عدم اكتمال نضج الجهاز الهضمي للرضيع في الشهر الأول من العمر يكون أكثر عُرضة لـتراكم الغازات و الإصابة بمغص و هذا يحدث بسبب عدم اكتمال نمو البكتيريا النافعة في أمعاء الرضيع و عدم اكتمال تطوّر جهاز الهضم بشكلٍ كاملٍ و عدم قدرته على هضم بعض أنواع السكريات الموجودة في الحليب و هذا قد يُسبب الغازات و الانتفاخ و مغص و ألم في البطن لدى الرضيع و بالإضافة إلى ذلك، قد يكون البكاء علامة على وجود بعض الحساسية الغذائية أو عدم تحمّل اللاكتوز و يحدث هذا بسبب رد فعل تحسسي من الجسم تجاه بعض مكونات حليب الأم مثل البروتينات الموجودة فيه أو بسبب عدم قُدرة جسم الرضيع على هضم سكر اللاكتوز و هو السكر الرئيسي في الحليب بشكلٍ صحيح بسبب نقص إنزيم اللاكتاز و عادة ما تبدأ أعراض مغص الرضع في الظهور بعد أسبوعين إلى 4 أسابيع من الولادة و تصل إلى ذروتها في حوالي 6 أسابيع من العمر و عادة ما تبدأ الأعراض في التحسّن تدريجيًا عند بلوغ الطفل 3 إلى 4 شهور من العمر و يختفي مغص الرضع بشكل كامل عادةً في عمر 6 شهور مع استمرار نمو و تطور الجهاز الهضمي لديهم و ظهور أعراض مغص الرضع ليس بالضرورة أن تكون بسبب سببٍ عضوي أو مرض مُعين بل هو عادة نتيجة أسباب طبيعية مُرتبطة بعدم نضج الجهاز الهضمي للرضيع و استجابته للمثيرات الخارجية و هناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر إصابة الطفل بالمغص مثل التدخين أثناء الحمل أو بعد الولادة و التاريخ العائلي للمغص و اضطرابات المزاج لدى الأم

    الخاتمة

    مغص الرضع أمرٌ شائعٌ يُصيب الرضّع في الشهر الأول من العمر و يُسبب لهم بكاء مُتكرر و صعوبة في النوم . ولكن، يختفي مغص الرضع عادة بشكلٍ تلقائي مع مرور الوقت دون الحاجة إلى علاج و ليس هناك سبب واحد محدد لهذا المغص لكن توجد مجموعة من العوامل المُحتملة مثل الغازات المُتراكمة في الأمعاء و حساسية الطعام و عدم نضج الجهاز الهضمي. و من خلال فهم أعراض مغص الرضع و تطبيق بعض الاستراتيجيات البسيطة مثل التربيت على ظهر الرضيع و إرضاعه في وضعية مُناسبة و تهدئته يُمكن تهدئة الطفل المُصاب بالمغص و توفير قسط كافٍ من النوم و الراحة للرضيع و والديه.


    مصادر المعلومات
    • Mayo Clinic - Colic - يُقدّم موقع مايو كلينك معلوماتٍ طبيةٍ عن مغص الرضع و أعراضه و أسبابه المُحتملة و طرق التشخيص و متى يجب طلب المساعدة الطبية.
    • Colic - NHS - موقع الهيئة الوطنية للصحة في المملكة المتحدة يُقدّم نصائح لـ تهدئة الطفل الرضيع المصاب بالمغص و الحصول على المُساعدة و الدعم الطبي
    • healthychildren.org - Colic - موقع صحي يُقدم معلوماتٍ مُبسطة عن مغص الرضع و طرق تهدئة الطفل
    • "The Happiest Baby on the Block" by Harvey Karp: يُقدم الكتاب نصائح و تقنيات فعّالة لتهدئة الرضع المُصابين بالمغص بما في ذلك تقنية " 5 S's ". ( تاريخ النشر: September 5, 2002 ).

    • "The Colic Solution: The Easiest, Most Effective Way to Relieve Your Baby's Crying " by Bryan Vartabedian M.D.
      كتابٌ يشرح أسباب مغص الرضع و يُقدّم حلولًا فعّالةً لتخفيف مغص الرضع مع نصائح للآباء و الأمهات الجدد.
      ( تاريخ النشر: April 3, 2006 ). 

    • مقالة "Infant Colic: Recognition and Treatment" (التعرف على مغص الرضع وعلاجه): نُشرت في المجلة الطبية "American Family Physician" عام 2015. تُقدّم هذه المقالة نظرة عامة على مغص الرضع و أفضل ممارسات التشخيص و العلاج مع تركيزها على الدراسات و الأبحاث العلمية الموثوقة. يُمكنك الوصول إليها من خلال البحث عنها باسمها على الإنترنت أو باستخدام المُعرّف الرئيسي للمقال (PMID): 26497705. 

    •  كتاب "The Wonder Weeks: How to Stimulate Your Baby's Mental Development and Help Him Turn His 10 Predictable, Great, Fussy Phases into Magical Leaps Forward" by Frans Plooij and Hetty van de Rijt:كتاب يُناقش مراحل نمو الرضّع و التغيّرات التي يمرون بها مع تقديم نصائح لـ فهم سلوك الطفل و كيفية التعامل مع مختلف مراحل نموه و يتضمن الكتاب فصلًا حول مغص الرضع و أسبابه و كيفية تهدئة الطفل.( تاريخ النشر: January 27, 2015 ).
    • مواقع إلكترونية و منتديات لأمهات جدد: مثل موقع "BabyCenter" و موقع "What to Expect" و "Motherly” .

    تعليقات

    عدد التعليقات : 0