كيفية التعامل مع الإرهاق المهني - استراتيجيات فعّالة لاستعادة التوازن
كيفية التعامل مع الإرهاق المهني |
أسباب الإرهاق المهني
الإرهاق المهني هو حالة من الإنهاك العاطفي و الجسدي و الذهني تحدث نتيجة للتوتر و الضغوط المُتواصلة و المُتزايدة في العمل و هناك العديد من العوامل التي قد تُساهم في الإصابة بالإرهاق المهني، و من أبرزها:
- ضغط العمل المُفرط مثل ساعات العمل الطويلة و زيادة المهام و المسؤوليات و المُواعيد النهائية الضيقة و كثرة طلبات و شكاوى العملاء أو المُدراء و قلّة الموارد و الدعم اللازم لإنجاز هذه المهام و عدم وجود وقت كافٍ للراحة و الاسترخاء و قضاء الوقت مع العائلة و الأصدقاء. و قد يؤدي ذلك إلى الشعور بالإرهاق و الإجهاد المُزمن و صعوبة التركيز و التفكير و اتخاذ القرارات و زيادة فرص ارتكاب الأخطاء في العمل و الشعور بعدم الرضا عن الأداء الوظيفي.
- قلة التحكم في العمل مثل عدم القدرة على التحكم في جدول أعمالك أو المهام الموكلة إليك أو عدم القدرة على مُشاركة الآراء و الأفكار و عدم وجود مرونة في ساعات العمل أو بيئة العمل.
و قد يُؤدي ذلك إلى الشعور بالإحباط و فقدان الحماس و زيادة التوتر و القلق و صعوبة التكيّف مع مُتغيّرات العمل و الشعور بالضغط المُستمر لأنك غير قادر على التحكم في سير عملك و أدائه و يؤثر ذلك على إنتاجيتك بشكلٍ سلبي.
- عدم التوازن بين الحياة العملية و الحياة الشخصية يؤدي عدم تخصيص وقتٍ كافٍ للأنشطة الشخصية و الاجتماعية إلى زيادة خطر الإصابة بـالإرهاق المهني . عدم وجود حدود واضحة بين الحياة العملية و الشخصية يؤدي إلى زيادة ساعات العمل و تقليل الوقت المُخصّص للراحة و الترفيه و قضاء الوقت مع العائلة و الأصدقاء و ممارسة الهوايات. مما يُسبب الشعور بالإرهاق و الإجهاد و يُؤثر على الصحة الجسدية و النفسية.
-
سوء بيئة العمل بيئة العمل غير المُناسبة مثل الضوضاء المُفرطة و الإضاءة السيئة و درجة الحرارة غير المُناسبة و التجهيزات السيئة و عدم نظافة مكان العمل أو عدم وجود خصوصية قد تُسبب التوتر و الشعور بعدم الراحة و تُؤثر على تركيز العاملين و إنتاجيتهم و تزيد من خطر الإصابة بالإرهاق المهني.
بالإضافة إلى ذلك فإن سوء التواصل مع الزملاء و الرؤساء و عدم وجود دعمٍ من البيئة المُحيطة في العمل يزيد من احتمالية حدوث الإرهاق المهني خاصة عندما يتعرض الشخص للمُضايقات أو التنمّر في مكان عمله و عدم وجود من يدعمه و يسانده مما يُضاعف من الشعور بالقلق و الاكتئاب و يُؤثر سلبًا على صحته النفسية.
- عدم التوافق مع القيم و المبادئ الشخصيةإذا كان العمل لا يتوافق مع القيم و المبادئ الشخصية، فقد يُسبب ذلك الشعور بعدم الراحة و انعدام الشغف و يُؤثر ذلك على الأداء الوظيفي و يُسبب الشعور بالإرهاق المهني.
- عدم العدالة و المساواة عندما يشعر الشخص بعدم العدالة في العمل أو أنه لا يحصل على التقدير المناسب لمجهوده، فإن ذلك يُمكن أن يؤدي إلى الإرهاق المهني و يُفقده الحماس و الدافعية للإنجاز و يُشعره بالسخط و عدم الرضا.
- عدم وضوح الأدوار و المسؤوليات عدم وضوح الأدوار و المسؤوليات في مكان العمل قد يُسبب التوتر و الارتباك و الخلافات و يُقلّل من الإنتاجية و يزيد من خطر الإصابة بـ الإرهاق المهني و قد يحدث ذلك خاصة في الشركات أو المؤسسات التي لا تتبع هيكلية تنظيمية واضحة و شفافة، أو عند عدم تحديد أدوار و مهام كل موظف بشكل دقيق و مُحدّد مما يجعل بعض الموظفين يشعرون بأنهم مُطالبون بعمل أكثر من قدرتهم أو بعمل أمورٍ خارج نطاق اختصاصهم و يؤدي عدم وضوح الأدوار إلى إضاعة الوقت و الجهد في أمورٍ ثانوية و يُؤثر سلبًا على إنجاز الأهداف المُشتركة و ينعكس بشكل سلبي على أداء الشركة ككل.
- عدم الاستقرار الوظيفي و الخوف من فقدان الوظيفة يؤثر الخوف من فقدان الوظيفة أو عدم الاستقرار الوظيفي سلبًا على صحة الموظفين النفسية و يُمكن أن يزيد من مستويات القلق و التوتر لديهم مما يُؤثر على أدائهم الوظيفي و يزيد من احتمالية حدوث الإرهاق المهني و من أسباب الخوف من فقدان الوظيفة قد تكون بسبب عدم استقرار وضع الشركة المالي أو التغيرات التي تحدث في قطاع العمل أو التغيّرات التكنولوجية أو الشعور بعدم الأمان الوظيفي.
- صراع القيم عندما تتعارض قِيَم الشركة مع قِيَم الموظّف الشخصية فإن ذلك يؤدي إلى الشعور بعدم الراحة و انعدام الشغف تجاه العمل مما قد يؤدي إلى الإرهاق المهني . و قد يحدث صراع القيم بسبب سياسات الشركة التي لا تتوافق مع مبادئ الموظف الأخلاقية، مثل الفساد أو التمييز أو الاستغلال أو غير ذلك.
أعراض الإرهاق المهني
- أعراض جسدية
- الشعور بالتعب و الإرهاق المُستمر
- صداع و آلام في العضلات و المفاصل
- اضطرابات في النوم مثل الأرق أو فرط النوم
- فقدان الشهية أو الإفراط في تناول الطعام
- مشاكل في الجهاز الهضمي مثل عسر الهضم و الإمساك أو الإسهال
- ضعف جهاز المناعة و تكرار الإصابة بالأمراض
- زيادة أو فقدان الوزن بشكل ملحوظ
-
تغيرات في الدورة الشهرية لدى النساء
- أعراض نفسية و عاطفية
- الشعور بالسلبية و التشاؤم تجاه الحياة
- فقدان الدافعية و الحماس للقيام بأي نشاط
- الشعور بالإحباط و عدم الرضا عن الذات
- صعوبة في التركيز و التفكير و اتخاذ القرارات
- سرعة الغضب و الانفعال
- الشعور بالقلق و التوتر المستمر
-
العزلة و الانطواء و الابتعاد عن الأنشطة الاجتماعية
- أعراض مُتعلقة بالعمل
- انخفاض الإنتاجية في العمل
- التأخير المستمر عن العمل أو التغيّب بشكلٍ متكرر
- عدم القدرة على تحقيق الأهداف الوظيفية
- صعوبة التعامل مع الزملاء أو العملاء
- عدم الرضا عن العمل و الأداء الوظيفي
- الشعور بالملل و فقدان الشغف تجاه العمل
- الرغبة في تغيير الوظيفة أو مجال العمل
كيفية التعامل مع الإرهاق المهني
لحسن الحظ، يوجد العديد من الطرق و الاستراتيجيات الفعالة للتعامل مع الإرهاق المهني و استعادة التوازن و النشاط و الفعالية في حياتك:
- تحديد الأولويات حدّد أولوياتك في العمل و في حياتك الشخصية و ركّز على الأشياء الأهم و الأكثر إلحاحًا و فوّض المهام الأقل أهمية لـ الآخرين أو أجلها إلى وقتٍ لاحق إذا كان ذلك ممكنًا و تجنّب القيام بجميع الأعمال بنفسك فهذا سيُساعدك على توفير وقتك و طاقتك و التركيز على الأولويات الأساسية و تحسين جودة أدائك و التقليل من التوتر و الضغط النفسي و الشعور بالإنجاز و الرضا عن النفس. و سيساعدك على تحسين إدارة وقتك و تنظيم حياتك العملية و الشخصية بشكلٍ أفضل.
- إدارة الوقت بشكل فعّال استخدم أساليب و أدوات لتنظيم وقتك بشكل أكثر فاعلية مثل تحديد المهام اليومية و ترتيبها حسب الأولوية و استخدام مُفكرة أو تطبيق على الهاتف لـ مُتابعة مهامك و المُواعيد النهائية و تحديد الوقت اللازم لكل مهمة و تجنّب تأجيل العمل و حاول إنهاء المهام المُهمة أولاً و قسّم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر و أكثر سهولة لتسهيل إنجازها و لتجنب الشعور بالإرهاق و الضغط النفسي و الحفاظ على تركيزك و تحسين إنتاجيتك.
- الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة و النوم يُعتبر النوم و الراحة الكافية من العوامل الضرورية لصحة الجسم و العقل و الحد من الشعور بالإرهاق و التوتر و لذلك احرص على النوم لمدة 7-8 ساعات يوميًا و يُمكنك ممارسة تمارين الاسترخاء مثل تمارين التنفس العميق و التأمل لـ تهدئة الأعصاب قبل النوم.
- الاهتمام بالصحة الجسدية اتّبع نظامًا غذائيًا صحيًا و متوازنًا و مارس الرياضة بانتظام و تجنّب التدخين و تناول الكحول فهذا سيُساعدك على تحسين صحتك الجسدية و النفسية و التعامل مع الضغوط بشكلٍ أفضل.
- ممارسة الهوايات و الأنشطة المُمتعة و تخصيص وقت للهوايات و الأنشطة الترفيهية و الاجتماعية مثل قضاء الوقت مع العائلة و الأصدقاء و ممارسة الهوايات و الرياضات التي تُحبّها فهذا سيُساعدك على الاسترخاء و التخفيف من التوتر و تحسين حالتك المزاجية و استعادة نشاطك و حيويتك .
- تحديد الحدود بين العمل و الحياة الشخصية حاول تجنّب العمل خارج أوقات الدوام و لا تُجيب على رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل خلال عُطلة نهاية الأسبوع و خصّص وقتًا للعائلة و الأصدقاء و للأنشطة الشخصية و حاول الحفاظ على توازن بين حياتك العملية و الشخصية فهذا يُساعد على الشعور بالاسترخاء و التقليل من التوتر و القلق و زيادة الإنتاجية في العمل أيضًا.
- ممارسة تمارين التنفس العميق و التأمل و اليوغا فهي تُساعد على تهدئة الأعصاب و زيادة التركيز و الاسترخاء و التعامل مع الضغوط بشكلٍ أفضل و يُنصح بممارستها بشكلٍ يومي أو عند الشعور بالقلق و التوتر.
- التحدث مع شخصٍ موثوق شاركي مشاعرك و مخاوفك مع شخصٍ تثق به مثل صديق أو فرد من العائلة أو معالج نفسي فهذا قد يُخفّف عنك بعض الضغط و يُساعدك على التفكير في الحلول بشكلٍ أكثر وضوحًا و التعامل مع مشاكلك بشكل أفضل و يمكنك الانضمام إلى مجموعات الدعم أيضًا فهذا يمنحك مساحة آمنة للتعبير عن مشاعرك و مُشاركة تجربتك مع آخرين و الحصول على الدعم النفسي و الاجتماعي و التعرف على أشخاص يمرون بتجربة مُماثلة لـ تجربتك و يمكنك أيضًا الاستفادة من خدمات المُشورة و الدعم النفسي المُتاحة عبر الإنترنت أو عبر الهاتف و ذلك خاصة إذا لم يكن لديك الوقت أو القدرة على زيارة عيادة أخصائي صحة نفسية.
- قضاء إجازة أو راحةٍ قصيرة ابتعد عن العمل لفترة مُحدّدة من الزمن و خصّص الوقت للاسترخاء و ممارسة الأنشطة التي تستمتع بها فهذا سيُساعدك على استعادة طاقاتك و التخلّص من الشعور بالإرهاق و تحسين حالتك النفسية و الجسدية و العودة إلى العمل بنشاطٍ و حيويةٍ أكبر و إذا كنت لا تستطيع أخذ إجازة طويلة فإن الراحة لفترة قصيرة في نهاية الأسبوع و ممارسة الأنشطة الترفيهية المُفضّلة قد يكون كافيًا لـ استعادة النشاط و الحد من تأثير الضغوط اليومية.
الخاتمة
- Mayo Clinic - Job burnout: How to spot it and take action
- helpguide - Burnout Prevention and Recovery
- Burn-out an "occupational phenomenon": International Classification of Diseases - WHO
-
Maslach, C., Leiter, M. P., & Schaufeli, W. B. (2001). Job burnout. Annual review of psychology, 52(1), 397–422.
-
Ahola, K., Honkonen, T., Isometsä, E., Kalimo, R., Nykyri, E., Koskinen, S., & Vahtera, J. (2006). Contribution of psychosocial factors at work to the risk of diagnosed depression. Scandinavian journal of work, environment & health, 207-214.