إستراتيجيات تحسين الصحة النفسية في بيئة العمل

إستراتيجيات تحسين الصحة النفسية في بيئة العمل   يشهد عالم العمل اليوم تحولات سريعة ومتلاحقة، حيث يواجه الموظفون ضغوطًا متزايدة ومتطلباتٍ متنامية. من هنا، تبرز أهمية…

مدونة أناقة صحية
المؤلف مدونة أناقة صحية
تاريخ النشر
آخر تحديث

إستراتيجيات تحسين الصحة النفسية في بيئة العمل 

يشهد عالم العمل اليوم تحولات سريعة ومتلاحقة، حيث يواجه الموظفون ضغوطًا متزايدة ومتطلباتٍ متنامية. من هنا، تبرز أهمية العناية بالصحة النفسية في بيئة العمل كعامل أساسي لضمان الإنتاجية، والرضا الوظيفي، والحفاظ على بيئة عمل صحية وإيجابية. يُعدّ الاهتمام بصحة الموظفين النفسية مسؤولية مشتركة بين الموظفين وإدارات المؤسسات على حد سواء. فمن خلال تضافر الجهود وتبني استراتيجيات فعّالة، يمكن خلق بيئة عمل صحية وداعمة تُمكّن الموظفين من الازدهار في حياتهم المهنية والشخصية.

إستراتيجيات تحسين الصحة النفسية في بيئة العمل
إستراتيجيات تحسين الصحة النفسية في بيئة العمل

لا يقتصر تحسين الصحة النفسية في العمل على مسؤولية الموظف الفردية، بل يتطلب جهودًا مشتركة بين الموظفين أنفسهم، وإدارات المؤسسات، وحتى بيئة العمل المحيطة. من خلال تبني استراتيجيات فعالة، يمكن خلق بيئة عمل داعمة، تُمكّن الموظفين من تحقيق التوازن بين حياتهم المهنية والشخصية، وتعزيز صحتهم النفسية بشكل عام. يهدف هذا المقال إلى استعراض أبرز الاستراتيجيات التي تساهم في تحسين الصحة النفسية في بيئة العمل الحديثة، مع تسليط الضوء على أهميتها ودورها في تعزيز رفاهية الموظفين وإنتاجيتهم.

1. تحديد مصادر التوتر في بيئة العمل بدقة وفاعلية

تُعدّ الخطوة الأولى نحو تحسين الصحة النفسية في بيئة العمل هي تحديد مصادر التوتر والضغط النفسي التي تؤثر على الموظفين. تختلف هذه المصادر من بيئة عمل لأخرى، وقد تتراوح بين العوامل المرتبطة بطبيعة العمل نفسها مثل ضغط العمل المفرط، وساعات العمل الطويلة، وعدم وضوح الأدوار والمسؤوليات، إلى العوامل المرتبطة بطبيعة التفاعلات بين الزملاء أو بين الموظفين والإدارة مثل ضعف التواصل وعدم الاحترام والتقدير.

من خلال تحديد هذه المصادر بدقة باستخدام طرق مختلفة مثل إجراء استطلاعات رأي مجهولة للموظفين، ومراقبة معدلات الغياب وتأخر الموظفين ، يمكن وضع خطة فعالة للحد من تأثيرها السلبي على صحة الموظفين النفسية. يُعدّ فهم هذه المصادر بشكل شامل أمرًا حيويًا لإيجاد الحلول المناسبة التي تلبي احتياجات الموظفين وتعزز من رفاهيتهم في بيئة العمل.

أدوات فعالة لتحديد مصادر التوتر في بيئة العمل

  1. استطلاعات الرأي المجهولة تُعدّ أداة فعّالة لجمع معلومات صادقة من الموظفين حول مختلف الجوانب المتعلقة ببيئة العمل، بما في ذلك مصادر التوتر والضغط النفسي التي يتعرضون لها. تساعد هذه الاستطلاعات على تحديد المناطق التي تحتاج إلى تحسين وتطوير في بيئة العمل.
  2. مجموعات التركيز تُعدّ مجموعات التركيز وسيلة فعّالة للحصول على معلومات أعمق من الموظفين حول موضوع معين، مثل مصادر التوتر في العمل. يمكن من خلال هذه الجلسات التفاعلية فهم وجهات نظر الموظفين وخبراتهم بشكل أفضل.
  3. مراقبة معدلات الغياب وتأخر الموظفين قد تكون معدلات الغياب وتأخر الموظفين مرتبطة بمشاعر التوتر والضغط النفسي في العمل. يُعدّ تحليل هذه المعدلات ومعرفة الأسباب الكامنة وراءها أمرًا هامًا لفهم مستوى رضا الموظفين عن بيئة العمل.
  4. تحليل معدلات دوران العمالة يُشير ارتفاع معدلات دوران العمالة إلى وجود مشكلات في بيئة العمل، وقد تكون هذه المشكلات مرتبطة بالصحة النفسية للموظفين. يُعدّ تحليل أسباب مغادرة الموظفين خطوة هامة لتحديد العوامل التي تؤثر على استقرارهم في العمل.
  5. مراقبة وسائل التواصل الداخلية يمكن للشركات مراقبة وسائل التواصل الداخلية، مثل البريد الإلكتروني ودردشة الفريق، لرصد أي مؤشرات على وجود مشاعر سلبية أو شكاوى متكررة من الموظفين حول بيئة العمل. تساعد هذه المعلومات على التدخل مبكرًا ومعالجة المشكلات قبل أن تتفاقم.
  6. إجراء مقابلات الخروج  تُعدّ مقابلات الخروج فرصة قيّمة للحصول على معلومات من الموظفين المغادرين حول أسباب رحيلهم. يمكن من خلال هذه المقابلات فهم الجوانب الإيجابية والسلبية لبيئة العمل وتحديد العوامل التي يمكن تحسينها لجذب واستبقاء المواهب.
من خلال استخدام هذه الأدوات وغيرها من الطرق الفعالة لتحديد مصادر التوتر في بيئة العمل، يمكن للشركات واتخاذ إجراءات استباقية لخلق بيئة عمل إيجابية وداعمة لجميع الموظفين.

2. بناء ثقافة تنظيمية تُعزز الصحة النفسية وتُشجع على الشفافية والدعم

تُعدّ ثقافة المؤسسة من أهم العوامل التي تُؤثر على صحة الموظفين النفسية. فالثقافة التنظيمية الإيجابية تُساهم في خلق بيئة عمل صحية وداعمة، بينما قد تُؤدي الثقافة السلبية إلى زيادة مستويات التوتر والضغط النفسي بين الموظفين.

ويمكن بناء ثقافة تنظيمية داعمة للصحة النفسية من خلال التركيز على النقاط التالية:

  1. القيادة الداعمة 📌 يلعب القادة دورًا مهمًا في خلق ثقافة تنظيمية إيجابية. فمن خلال تبني القادة لسلوكيات إيجابية وتشجيعهم للتواصل المفتوح وإظهارهم للتعاطف مع الموظفين، يمكنهم خلق بيئة عمل تُشجع الموظفين على التحدث بصراحة عن مشاعرهم وطلب المساعدة عند الحاجة.
  2. التواصل الفعّال 📌 يُعدّ التواصل الفعّال بين الموظفين والإدارة أمرًا أساسيًا لخلق بيئة عمل صحية. يجب تشجيع الموظفين على التعبير عن آرائهم ومخاوفهم وطرح الأسئلة بكل حرية، كما يجب على الإدارة الاستماع إلى موظفيها ومعالجة مخاوفهم بشكل جاد.
  3. الاعتراف بأهمية التوازن بين العمل والحياة الشخصية📌 يحتاج الموظفون إلى تحقيق توازن صحي بين عملهم وحياتهم الشخصية للحفاظ على صحتهم النفسية وسعادتهم. يُمكن للشركات دعم موظفيها في هذا الجانب من خلال توفير مرونة في ساعات العمل وإمكانية العمل عن بُعد عند الحاجة، وتشجيعهم على أخذ إجازاتهم الدورية.
  4. التقدير والثناء 📌 يُعدّ الشعور بالتقدير من أهم العوامل التي تُحفز الموظفين وتعزز من معنوياتهم. يجب على الشركات الاحتفال بإنجازات موظفيها وتقديم الثناء لهم على جهودهم بشكل منتظم.
  5. تشجيع التعاون و العمل الجماعي 📌 يُساهم العمل الجماعي في خلق روح الفريق وتعزيز الشعور بالانتماء بين الموظفين. يجب على الشركات تشجيع التعاون بين الموظفين وتوفير الفرص لبناء العلاقات القوية بينهم.
  6. توفير فرص التطوير المهني📌 يُعدّ توفير فرص التطوير المهني أحد أفضل الطرق لتعزيز رضا الموظفين واستبقاءهم. يجب على الشركات الاستثمار في تدريب موظفيها وتطوير مهاراتهم، وذلك يساعدهم على التقدم في مساراتهم المهنية ويُشعرهم بأنهم ذوو قيمة للشركة.

من خلال التركيز على هذه النقاط، يمكن للشركات خلق ثقافة تنظيمية إيجابية وداعمة تُساهم في تعزيز صحة موظفيها النفسية وإنتاجيتهم وسعادتهم في العمل.

3. توفير برامج متكاملة للصحة النفسية والعافية تركز على الوقاية والتدخل المبكر

تُعدّ برامج الصحة النفسية والعافية استثمارًا رابحًا للشركات يساهم في تحسين صحة وسعادة الموظفين، مما ينعكس إيجابًا على إنتاجيتهم وانخراطهم. تُظهر هذه البرامج اهتمام الشركة برفاهية موظفيها وتُساعد على خلق بيئة عمل إيجابية وداعمة.

من أمثلة هذه البرامج:

  • برامج إدارة التوتر تُساعد هذه البرامج الموظفين على فهم التوتر والتعرف على أسبابه وأعراضه وطرق التعامل معه بشكل فعال. تشمل هذه البرامج تقنيات التأمل والاسترخاء والتنفس العميق.
  • برامج التغذية والتمرين تُشجع هذه البرامج الموظفين على اتباع نمط حياة صحي من خلال تقديم معلومات ونصائح حول التغذية السليمة وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
  • برامج مساعدة الموظفين (EAP) توفّر هذه البرامج خدمات استشارية سرية للموظفين وعائلاتهم لمعالجة مجموعة واسعة من المشكلات النفسية والاجتماعية، مثل التوتر والقلق والاكتئاب ومشاكل العلاقات وإدمان المخدرات والكحول.
  • مبادرات الصحة العقلية تتضمن هذه المبادرات توفير الموارد والمعلومات حول الصحة العقلية وتشجيع الموظفين على طلب المساعدة عند الحاجة وتنظيم حملات توعية داخل مقر العمل.
  • برامج التطوير الشخصي تساعد هذه البرامج الموظفين على تطوير مهاراتهم الشخصية مثل مهارات التواصل وإدارة الوقت والتفكير الإيجابي، مما يُساهم في تحسين ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على التعامل مع التحديات في العمل والحياة الشخصية.

يُعدّ توفير هذه البرامج بمثابة استثمار في رأس المال البشري، ويعود بالنفع على الشركات من خلال تحسين إنتاجية الموظفين وتقليل معدلات الغياب ودوران العمالة وتعزيز سمعة الشركة.

4. تعزيز التواصل الفعّال في بيئة العمل كركيزة أساسية للصحة النفسية

يُعدّ التواصل الفعّال أحد أهم العوامل التي تُساهم في تحسين الصحة النفسية في العمل وخلق بيئة عمل إيجابية وداعمة. فالتواصل الواضح والمفتوح يساعد على بناء الثقة بين الزملاء وبين الموظفين والإدارة، ويُقلل من سوء الفهم والصراعات التي قد تؤثر سلبًا على صحة الموظفين النفسية. ويمكن تعزيز التواصل الفعّال في العمل من خلال التركيز على النصائح التالية:

أولًا خلق ثقافة التواصل المفتوح والتشجيع على التعبير عن الآراء

  • يجب أن يشعر الموظفون بالراحة عند التعبير عن آرائهم ومخاوفهم واقتراحاتهم دون خوف من العقاب أو الانتقاد.
  • يُمكن تحقيق ذلك من خلال تنظيم اجتماعات فريقية منتظمة وتخصيص وقت محدد للموظفين للتعبير عن آرائهم وحل المشكلات بطريقة بناءة.

ثانيًا التدريب على مهارات التواصل الفعّال

  • يمكن للشركات تنظيم ورش عمل وتدريبات للموظفين لتعليمهم مهارات التواصل الفعّال، مثل الاستماع النَّشِط والتحدث بوضوح واحترام آراء الآخرين والتعامل مع الصراعات بطريقة بناءة.

ثالثًا استخدام قنوات تواصل متنوعة ومناسبة

  • يجب على الشركات توفير قنوات تواصل متنوعة تناسب احتياجات موظفيها، مثل البريد الإلكتروني واجتماعات الفيديو والمكالمات الهاتفية ودردشة الفريق والمنصات الرقمية الداخلية.
  • يُساهم تنوّع قنوات التواصل في تسهيل عملية تبادل المعلومات وتحقيق تواصل فعّال بين جميع أفراد الفريق.

رابعًا التأكد من وصول المعلومات للجميع

  • يجب على الشركات التأكد من وصول المعلومات الهامة إلى جميع الموظفين بطريقة واضحة وسهلة الفهم.
  • يُمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام قنوات تواصل متعددة وتكرار المعلومات عند الحاجة.

خامسًا تعزيز الثقة بين الموظفين والإدارة

  • يُعدّ الشعور بالثقة بين الموظفين والإدارة أمرًا أساسيًا للتواصل الفعّال.
  • يُمكن تعزيز الثقة من خلال الشفافية في تبادل المعلومات وإشراك الموظفين في عملية اتخاذ القرارات.

باختصار، يُعدّ التواصل الفعّال أحد أهم العوامل التي تُساهم في خلق بيئة عمل إيجابية وداعمة للصحة النفسية. ومن خلال تبني استراتيجيات فعّالة لتعزيز التواصل في العمل، يمكن للشركات تحسين رضا موظفيها وإنتاجيتهم وسعادتهم.

5. الاستثمار في التدريب والتطوير المهني لتعزيز الثقة والرضا الوظيفي

يُعدّ الاستثمار في تدريب وتطوير الموظفين أحد أفضل الطرق لتعزيز صحتهم النفسية في العمل، حيث يساهم في:

  • تعزيز الثقة بالنفس وتقدير الذات يشعر الموظفون بثقة أكبر بأنفسهم وبقدراتهم عندما تُتاح لهم فرصة تطوير مهاراتهم واكتساب خبرات جديدة.
  • زيادة الرضا الوظيفي يرتبط الرضا الوظيفي بشكل وثيق بتوفر فرص التطور والتقدم في العمل.
  • تحسين الأداء والإنتاجية يساعد التدريب الموظفين على تحسين أدائهم وإنتاجيتهم من خلال اكتسابهم للمهارات والمعرفة الضرورية للقيام بمهامهم بشكل أفضل.
  • تعزيز القدرة على التكيف مع التغيرات يشهد عالم العمل تغيرات مستمرة وسريعة، ويُساعد التدريب الموظفين على التكيف مع هذه التغيرات ومواكبة التطورات في مجالاتهم.
  • الحدّ من التوتر والقلق يشعر الموظفون بثقة أكبر وبمستوى توتر أقل عندما يكونون على دراية بمهامهم ويمتلكون المهارات اللازمة للقيام بها بشكل فعال.
  • تعزيز الانتماء للشركة عندما تستثمر الشركات في تدريب موظفيها، فإنها تُظهر لهم أنها تهتم بهم وتسعى لتطويرهم، مما يُعزز من شعورهم بالانتماء للشركة.

يُمكن للشركات توفير برامج تدريبية مختلفة تناسب احتياجات موظفيها وميزانيتها. من أمثلة هذه البرامج

ورش العمل و الدورات التدريبية
  •  تُعدّ ورش العمل والدورات التدريبية طريقة فعّالة لتعليم الموظفين مهارات جديدة وتزويدهم بالمعلومات اللازمة لتطوير أدائهم.
التدريب على رأس العمل
  •  يُتيح التدريب على رأس العمل للموظفين فرصة لتطبيق ما تعلموه في بيئة العمل الحقيقية وتحت إشراف مديرين ذوي خبرة.
التعلّم عن بُعد
  •  يُتيح التعلّم عن بُعد للموظفين فرصة للتعلم بمرونة وفي أي وقت ومكان يناسبهم، وذلك من خلال استخدام المنصات التعليمية الإلكترونية أو الفيديوهات التعليمية.
برامج الإرشاد
  •  تُتيح برامج الإرشاد للموظفين فرصة للتعلم من زملاء لهم ذوي خبرة أكبر في مجالهم.
مؤتمرات ومعارض الصناعة
  • تُتيح مؤتمرات ومعارض الصناعة للموظفين فرصة للتعرف على آخر التطورات في مجالاتهم والتواصل مع زملاء لهم من شركات أخرى.

يُعدّ الاستثمار في تدريب وتطوير الموظفين استثمارًا رابحًا للشركات على المدى الطويل، حيث يُساهم في تحسين أداء الشركة وإنتاجيتها وتنافسيّتها.

6. تصميم بيئة عمل مادية صحية ومريحة تُحفز على الإبداع والإنتاجية

لا تقتصر الصحة النفسية في العمل على الجوانب النفسية و الاجتماعية فقط، بل تشمل أيضًا الجوانب المادية لبيئة العمل. فالتصميم السيئ لبيئة العمل قد يُؤثر سلبًا على صحة الموظفين النفسية ويُقلل من إنتاجيتهم وحماسهم للعمل.

ومن أهم النصائح التي يُمكن اتباعها لتصميم بيئة عمل مادية صحية ومريحة:

  • الإضاءة المناسبة يُفضّل استخدام الإضاءة الطبيعية قدر الإمكان لأنها تُساعد على تنظيم دورة النوم والاستيقاظ وتُقلل من إجهاد العين. و في حال عدم توفر الإضاءة الطبيعية بشكل كافٍ، يُمكن استخدام الإضاءة الاصطناعية ذ الصناعية البيضاء الدافئة وتوزيعها بشكل جيد لتجنب إجهاد العين.
  • التهوية الجيدة تُساعد التهوية الجيدة على توفير هواء نقي داخل مقر العمل، مما يُقلل من الشعور بالاختناق والتعب ويُحسّن من تركيز الموظفين.
  • درجة الحرارة المناسبة يُنصح بضبط درجة حرارة مقر العمل بين 20-25 درجة مئوية، وذلك لضمان راحة الموظفين وتجنب الشعور بالبرودة أو الحرارة.
  • مستوى الضوضاء المقبول تُعدّ الضوضاء من أكثر العوامل التي تُؤثر سلبًا على تركيز الموظفين وإنتاجيتهم. يُمكن للشركات الحدّ من مستوى الضوضاء من خلال استخدام المواد العازلة للصوت وتخصيص أماكن ها

    دئة لإجراء المكالمات الهاتفية والاجتماعات.
  • الأثاث المريح يُعدّ توفير كراسي وطاولات عمل مريحة و قابلة للتعديل أمرًا ضروريًا للحفاظ على صحة الموظفين وراحتهم الجسدية، مما يُقلل من الشعور بآلام الظهر والرقبة.
  • المساحات الخضراء يُمكن للشركات إدخال النباتات الطبيعية إلى مقر العمل أو توفير مساحات خضراء خارجية للموظفين. تُساعد النباتات على تنقية الهواء وتُضفي جوًا من الراحة والاسترخاء.
  • تنظيم مقر العمل يُساعد تنظيم مقر العمل بشكل مرتب ونظيف على تحسين تركيز الموظفين وإنتاجيتهم وتقليل الشعور بالفوضى والتشتت.

يُعدّ الاهتمام ببيئة العمل المادية استثمارًا في صحة الموظفين وإنتاجيتهم، حيث تُساهم بيئة العمل المريحة في تحسين تركيزهم ودافعيتهم وإبداعهم، مما ينعكس إيجابًا على أداء الشركة بشكل عام.

7. التشجيع على اتباع نمط حياة صحي داخل مقر العمل و خارجه

يلعب نمط الحياة الصحي دورًا مهمًا في الحفاظ على الصحة النفسية والبدنية، ويُمكن للشركات تشجيع موظفيها على اتباع نمط حياة صحي من خلال العديد من الطرق، منها:

  • توفير وجبات غذائية صحية يُمكن للشركات توفير وجبات غذائية صحية ومتنوّعة للموظفين في مطاعم الشركة أو من خلال التعاقد مع شركات تقديم وجبات صحية.
  • توفير وجبات خفيفة صحية يُمكن توفير فواكه ومكسّرات و حبوب كاملة في مقر العمل كبديل للوجبات الخفيفة غير الصحية.
  • تشجيع ممارسة التمارين الرياضية يُمكن للشركات تشجيع موظفيها على ممارسة التمارين الرياضية من خلال توفير غرف رياضية داخل مقر العمل أو من خلال التعاقد مع نوادي رياضية وتقديم خصومات للموظفين.
  • تنظيم فعاليات رياضية يُمكن للشركات تنظيم منافسات رياضية أو ماراثونات خيرية تشجّع الموظفين على ممارسة الرياضة وتُعزز من روح الفريق.
  • توفير دورات توعية صحية يُمكن للشركات تنظيم دورات توعية للموظفين حول أهمية التغذية السليمة وممارسة الرياضة وطرق الإقلاع عن العادات غير الصحية.
  • توفير فرص للراحة والاسترخاء يحتاج الموظفون إلى فترات راحة منتظمة خلال يوم العمل لإعادة شحن طاقتهم وتجنب الإرهاق. يُمكن للشركات توفير أماكن مخصصة للراحة والاسترخاء داخل مقر العمل.

يُساهم تشجيع نمط الحياة الصحي في العمل في تحسين صحة الموظفين وسعادتهم وإنتاجيتهم.

8. التقييم والمتابعة الدورية لبرامج الصحة النفسية لضمان فعاليتها

لا يكفي توفير برامج للصحة النفسية في العمل، بل يجب أيضًا التأكد من فعاليتها في تحقيق أهدافها. يُعدّ التقييم والمتابعة الدورية أمرًا ضروريًا لقياس مدى فاعلية هذه البرامج وإجراء التحسينات اللازمة عليها.

ومن أهم الطرق التي يُمكن اتباعها لتقييم برامج الصحة النفسية في العمل:

  • إجراء استطلاعات رأي مجهولة للموظفين تُعدّ استطلاعات الرأي المجهولة طريقة فعّالة للحصول على معلومات صادقة من الموظفين حول مدى رضاهم عن برامج الصحة النفسية وفائدتها لهم.
  • متابعة معدلات الغياب وتأخر الموظفين قد تكون معدلات الغياب وتأخر الموظفين مؤشرًا على وجود مشكلات في الصحة النفسية للموظفين. يُمكن متابعة هذه المعدلات ومقارنتها بفترات ما قبل تنفيذ برامج الصحة النفسية لتقييم مدى تأثير هذه البرامج.
  • مراقبة معدلات دوران العمالة يُعدّ ارتفاع معدلات دوران العمالة أحد المؤشرات السلبية على بيئة العمل وقد يكون مرتبطًا بمشكلات في الصحة النفسية للموظفين. يُمكن متابعة هذه المعدلات ومقارنتها بفترات ما قبل تنفيذ برامج الصحة النفسية.
  • قياس مستوى إنتاجية الموظفين يُمكن قياس مستوى إنتاجية الموظفين قبل وبعد تنفيذ برامج الصحة النفسية لتقييم مدى تأثير هذه البرامج على أداء الموظفين.
  • الحصول على ملاحظات من الموظفين بشكل مستمر يُمكن للشركات الحصول على ملاحظات من موظفيها بشكل مستمر حول برامج الصحة النفسية من خلال عقد اجتماعات مفتوحة أو من خلال توفير صناديق اقتراحات مجهولة.

يُعدّ التقييم والمتابعة المستمرة لبرامج الصحة النفسية في العمل أمرًا ضروريًا لضمان فعاليتها وتحقيق أهدافها في تحسين صحة وسعادة وإنتاجية الموظفين.

الخاتمة


 تُعدّ الصحة النفسية في العمل أحد أهم العوامل التي تُساهم في نجاح الشركات وتقدمها. فعندما يتمتع الموظفون بصحة نفسية جيدة، فإنهم يكونون أكثر إنتاجية وإبداعًا وانخراطًا في عملهم. يجب على الشركات تبني استراتيجيات فعّالة لتحسين صحة موظفيها النفسية وخلق بيئة عمل إيجابية وداعمة تُتيح لهم الازدهار والتألق.



مصادر المعلومات

  • الموقع الإلكتروني لمنظمة الصحة العالمية. (تاريخ آخر تحديث 18 يونيو 2021). الصحة النفسية في مكان العمل.
  • الموقع الإلكتروني لجمعية علم النفس الأمريكية. (تاريخ آخر تحديث 28 فبراير 2023). الصحة النفسية في مكان العمل دليل لصاحب العمل.


تعليقات

عدد التعليقات : 0