التعامل مع الإمساك أثناء الحمل دليل شامل للتغذية، والعلاج، والوقاية

التعامل مع الإمساك أثناء الحمل دليل شامل للتغذية، والعلاج، والوقاية تُعدّ فترة الحمل رحلةً مُبهجةً مليئةً بالتغيّرات، لكنها قد تُصحَب ببعض التحديات الصحية، ومن ب…

مدونة أناقة صحية
المؤلف مدونة أناقة صحية
تاريخ النشر
آخر تحديث

التعامل مع الإمساك أثناء الحمل دليل شامل للتغذية، والعلاج، والوقاية

تُعدّ فترة الحمل رحلةً مُبهجةً مليئةً بالتغيّرات، لكنها قد تُصحَب ببعض التحديات الصحية، ومن بينها الإمساك. يُعرّف الإمساك بأنّه صعوبةٌ في الإخراج أو قلّة عدد مرات التبرّز، وقد يُسبّب الشعور بعدم الراحة والألم. في هذا الدليل الشامل، سنستكشف سويًا أفضل الطرق للتعامل مع الإمساك خلال فترة الحمل، بدءًا من فهم أسبابه، مرورًا بالعلاجات الطبيعية والطبية، وصولًا إلى أهمّ النصائح الوقائية، وذلك لضمان صحةٍ وسلامةٍ للأم والجنين.

التعامل مع الإمساك أثناء الحمل دليل شامل للتغذية، والعلاج، والوقاية
التعامل مع الإمساك أثناء الحمل دليل شامل للتغذية، والعلاج، والوقاية

تُعدّ التغيّرات الهرمونية والجسدية التي تحدث للمرأة خلال فترة الحمل من أهمّ العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالإمساك. بالإضافة إلى ذلك، تلعب بعض العوامل الأخرى دورًا في تفاقم المشكلة، مثل قلة الحركة، واتّباع نظام غذائي منخفض الألياف، وتناول بعض أنواع الأدوية. لذلك، من الضروريّ اتّباع نمط حياة صحيّ وسليم خلال فترة الحمل للتقليل من حدّة الإمساك والتمتّع بحملٍ صحيّ.

فهم أسباب الإمساك خلال الحمل 

تُعدّ فترة الحمل فترةً استثنائيةً تشهد تغيّراتٍ جسديةً وهرمونيةً كبيرةً، ومن بين التحدّيات الصحية التي قد تواجه الحامل هي الإصابة بالإمساك. فما هي الأسباب التي تؤدّي إلى هذه المشكلة خلال فترة الحمل؟

  1. التغيّرات الهرمونية يُعدّ هرمون البروجسترون أحد الهرمونات الأساسية خلال فترة الحمل، حيث يلعب دورًا مهمًا في تهيئة بطانة الرحم لانغراس البويضة المُخصّبة ودعم نموّ الجنين. ولكن، يُؤدّي ارتفاع مستوى هرمون البروجسترون إلى ارتخاء عضلات الجهاز الهضميّ، ممّا يُبطئ من حركة الأمعاء ويُسبّب الإمساك.

  2. ضغط الرحم على الأمعاء مع نموّ حجم الجنين، يزداد حجم الرحم ليتّسع له، وبالتالي يزداد الضغط على الأمعاء المحيطة به، ممّا يُعيق حركتها ويُصعّب من عملية الإخراج.

  3. قلة النشاط البدنيّ تُعتبر ممارسة التمارين الرياضية بانتظام أحد العوامل الأساسية لحركة الأمعاء بشكلٍ سليم، وتُقلّل قلة الحركة من نشاط عضلات الأمعاء، ممّا يُبطئ من حركة الطعام والفضلات في الجهاز الهضميّ، ويُسبّب الإمساك.

  4. تناول بعض أنواع المكملات الغذائية  تحتاج المرأة الحامل إلى تناول بعض أنواع المُكمّلات الغذائية خلال فترة الحمل، مثل الحديد وحمض الفوليك، وذلك لتلبية احتياجات جسمها وجسم الجنين من العناصر الغذائية الضرورية. ولكن، قد تُسبّب بعض أنواع الفيتامينات، مثل الحديد، الإصابة بالإمساك.

  5. قلّة شرب الماء يُعتبر الماء أحد العناصر الأساسية للجسم، حيث يُساعد على الحفاظ على رطوبة الجسم وتليين البراز وتسهيل حركته، وتُعتبر قلّة شرب الماء أحد العوامل التي تُفاقم من مشكلة الإمساك خلال فترة الحمل.

  6. التوتر والقلق يُمكن أن يُؤثّر التوتّر والقلق على حركة الأمعاء ويُسبّب الإمساك لدى العديد من الأشخاص، بما فيهم النساء الحوامل.

بفهم أسباب الإمساك أثناء فترة الحمل، يُمكن للحامل اتّخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية من هذه المشكلة أو التخفيف من حدّتها، وذلك من خلال اتّباع نظام غذائيّ صحيّ، وشرب كمياتٍ كافيةٍ من الماء، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، بالإضافة إلى استشارة الطبيب المُختصّ عند الضرورة.

التغلّب على الإمساك أثناء الحمل حلولٌ طبيعيةٌ فعّالةٌ

لحسن الحظّ، تتوفر العديد من الطرق الطبيعية الآمنة والفعّالة التي يُمكن للحامل اتّباعها للتخفيف من الإمساك، ومنها

  1. تناول الأطعمة الغنيّة بالألياف أفضل صديق للأمعاء
    تُساعد الألياف على زيادة حجم البراز ونعومته، ممّا يُسهّل من حركته في الأمعاء. وتشمل الأطعمة الغنية بالألياف:
    • الفواكه: مثل التفاح، والموز، والبرتقال، والفراولة.
    • الخضروات: مثل البروكلي، والسبانخ، والجزر، والبطاطا الحلوة.
    • الحبوب الكاملة: مثل الأرز البنيّ، والخبز الأسمر، والشوفان.
    • البقوليات: مثل الفاصولياء، والعدس، الحمص.

    يُنصح بتناول ما لا يقلّ عن 25 إلى 30 جرامًا من الألياف يوميًّا. يُمكن زيادة كمية الألياف في النظام الغذائيّ بشكلٍ تدريجيّ لتجنّب الإصابة بالغازات والانتفاخ.

  2. شرب كمياتٍ كافية من الماء سرّ النعومة والسهولة
    يُنصح بشرب ما لا يقلّ عن 8 أكواب من الماء يوميًّا للحفاظ على رطوبة الجسم ونعومة البراز. يُمكن الحصول على السوائل من مصادر أخرى أيضًا، مثل العصائر الطازجة، والحساء.

  3. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تنشيط الأمعاء بطريقة ممتعة
    تُساهم ممارسة الرياضة، حتى وإن كانت بسيطة مثل المشي، في تحسين حركة الأمعاء والحفاظ على صحة الجهاز الهضميّ. يُنصح بممارسة الرياضة لمدّة 30 دقيقة على الأقلّ في معظم أيّام الأسبوع، بعد استشارة الطبيب.

  4. الاستجابة لحاجة الجسم للتبرّز لا تؤجّلي المهمّة
    يُنصح بعدم تجاهل الرغبة في التبرّز، لأنّ ذلك قد يُفاقم من مشكلة الإمساك. عندما تشعرين بحاجة للتبرّز، لا تؤجّلي ذلك، بل اذهبي إلى الحمّام على الفور.

  5. تناول وجبات صغيرة ومتعدّدة تسهيل الهضم خطوة بخطوة
    يُفضّل تناول وجباتٍ صغيرة على مدار اليوم بدلاً من وجباتٍ كبيرة، لأنّ ذلك يُساعد على تحسين عملية الهضم وتقليل الضغط على الجهاز الهضميّ.

نصائح إضافية للتخفيف من الإمساك خياراتٌ طبيعيةٌ متنوعةٌ

بالإضافة إلى الطرق السابقة، يُمكن اتّباع بعض النصائح الإضافية للتخفيف من الإمساك أثناء الحمل، وذلك باستخدام بعض المكوّنات الطبيعية الآمنة:

  • تناول البرقوق مليّنٌ طبيعيٌّ غنيّ بالألياف
    يحتوي البرقوق على نسبةٍ عاليةٍ من الألياف القابلة للذوبان في الماء، ممّا يُساعد على زيادة حجم البراز ونعومته، بالإضافة إلى احتوائه على مادة السوربيتول، وهي مادةٌ طبيعيةٌ تُساعد على تليين البراز وتسهيل حركته. يُنصح بتناول حبتين إلى ثلاث حبّات من البرقوق يوميًّا.

  • بذور الكتّان مصدرٌ غنيٌّ بالألياف وأوميغا 3
    تُعتبر بذور الكتّان مصدراً غنيًّا بالألياف القابلة للذوبان في الماء، بالإضافة إلى احتوائها على الأحماض الدهنية أوميغا 3، ممّا يُساعد على تحسين حركة الأمعاء وتقليل الالتهابات. يُمكن إضافة ملعقة إلى ملعقتين من بذور الكتّان المطحونة إلى الزبادي أو الشوربات.

  • الزبادي بروبيوتيك طبيعيّ لصحة الجهاز الهضميّ
    يحتوي الزبادي على البروبيوتيك، وهي بكتيريا نافعة تُساعد على تحسين صحة الجهاز الهضميّ وتعزيز حركة الأمعاء. يُنصح بتناول كوب إلى كوبين من الزبادي قليل الدسم يوميًّا.

  • ممارسة تمارين كيجل تقوية العضلات الداعمة
    تُساعد تمارين كيجل على تقوية عضلات قاع الحوض، ممّا يُمكن أن يُحسّن من حركة الأمعاء ويسهل عملية الإخراج. يُنصح بممارسة تمارين كيجل عدّة مرات في اليوم.

  • استخدام المليّنات الطبيعية الحلّ الأخير بعد استشارة الطبيب
    يُمكن استخدام بعض المليّنات الطبيعية الآمنة أثناء الحمل، مثل زيت الزيتون، بعد استشارة الطبيب المُختصّ. يُضاف ملعقة طعام من زيت الزيتون إلى كوب من الحليب الدافئ ويتمّ شربه قبل النوم.

  • الحدّ من تناول الأطعمة المصنعة تقليل العبء على الجهاز الهضميّ
    تحتوي الأطعمة المُصنّعة على نسبةٍ عاليةٍ من الدهون والسكريات وقليلة الألياف، ممّا قد يُفاقم من مشكلة الإمساك. يُنصح بتقليل تناول الأطعمة المُصنّعة والتركيز على تناول الأطعمة الطازجة والصحية.

متى يكون اللجوء للطبيب ضروريًا؟

في بعض الحالات، قد يكون من الضروريّ استشارة الطبيب المُختصّ، وخاصّةً إذا كان الإمساك شديداً أو مُصاحبًا بأعراضٍ أخرى، مثل:

  1. ألم شديد في البطن إذا كان الإمساك مُصاحبًا بألمٍ شديدٍ في البطن، فقد يكون ذلك علامةً على وجود مشكلةٍ أخرى تتطلّب العلاج.

  2. انتفاخ البطن قد يكون انتفاخ البطن أحد أعراض الإمساك، ولكنّه قد يكون أيضًا علامةً على وجود مشكلةٍ أخرى.

  3. نزيف من المستقيم يُعدّ نزيف المستقيم أحد الأعراض التي تستدعي استشارة الطبيب على الفور، حيث قد يكون علامةً على وجود مشكلةٍ خطيرةٍ.

  4. فقدان الوزن إذا كان الإمساك مُصاحبًا لفقدان الوزن دون سببٍ واضحٍ، فينبغي استشارة الطبيب.

  5. الغثيان والتقيّؤ قد يكون الغثيان والتقيّؤ أحد أعراض الإمساك، ولكنّهما قد يكونان أيضًا علامةً على وجود مشكلةٍ أخرى.

يُمكن للطبيب تشخيص سبب الإمساك ووصف العلاج المُناسب، وقد يشمل ذلك تغيّرات في النظام الغذائيّ أو نمط الحياة، أو استخدام بعض أنواع الأدوية الآمنة للاستخدام أثناء الحمل.

الوقاية من الإمساك خطواتٌ استباقيةٌ لحملٍ مريحٍ

يُعدّ الوقاية من الإمساك خيرًا من العلاج، ولذلك يُنصح باتّباع بعض النصائح للوقاية من الإصابة بالإمساك أثناء الحمل، منذ بداية فترة الحمل ولغاية الولادة، ومنها:

  • تناول نظام غذائيّ غنيّ بالألياف أساسٌ متينٌ لصحة هضمية جيدة
    احرصي على تناول كمياتٍ كافيةٍ من الفواكه والخضروات الطازجة، والحبوب الكاملة، والبقوليات، وذلك لضمان حصولكِ على الكمية اللازمة من الألياف يوميًّا.

  • شرب كمياتٍ كافية من الماء والسوائل الحفاظ على الليونة والترطيب
    احرصي على شرب ما لا يقلّ عن 8 أكواب من الماء يوميًّا، بالإضافة إلى تناول السوائل من مصادر أخرى، مثل العصائر الطازجة والحساء.

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تنشيط الجسم والأمعاء
    مارسي التمارين الرياضية الخفيفة بانتظام، مثل المشي والسباحة، بعد استشارة طبيبك للتأكّد من ملاءمتها لكِ خلال فترة الحمل.

  • الاستجابة لحاجة الجسم للتبرّز عدم التأجيل يُجنّبكِ المشاكل
    لا تتجاهلي الرغبة في التبرّز، واذهبي إلى الحمّام على الفور عندما تشعرين بالحاجة لذلك.

  • تناول وجباتٍ صغيرة ومتعدّدة راحةٌ للجهاز الهضميّ
    تناولي وجباتٍ صغيرة على مدار اليوم بدلاً من وجباتٍ كبيرة، وذلك لتسهيل عملية الهضم وتقليل الضغط على الجهاز الهضميّ.

  • الحدّ من تناول الأطعمة المصنعة خيارٌ مثاليٌّ للصحة الهضمية
    قلّلي من تناول الأطعمة المُصنّعة التي تحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من الدهون والسكريات وقليلة الألياف، وحافظي على تناول الأطعمة الطازجة والصحية.
باتّباع هذه النصائح والإرشادات، يُمكنكِ التخفيف من الإمساك أثناء الحمل والتخفيف من آثاره، وذلك من خلال التغذية السليمة، وممارسة التمارين الرياضية، وتناول كميات كافية من السوائل. تذكّري دائمًا استشارة طبيبكِ المُختصّ قبل إجراء أيّ تغييرات في نظامكِ الغذائيّ أو نمط حياتكِ.

الخاتمة

يُعدّ الإمساك أحد الأعراض الشائعة أثناء الحمل، ولا يدعو في الغالب إلى القلق. فمع فهم أسبابه واتّباع التعليمات السابقة، ستتمكن الحامل من التخفيف من هذه المشكلة والتمتع بحملٍ صحيٍّ وآمن. في حال كان الإمساك شديداً أو مُصاحبًا بأعراضٍ أخرى، فمن الضروريّ استشارة الطبيب المُختصّ لتشخيص الحالة ووصف العلاج المُناسب.

مصادر المعلومات 
  • الموقع الإلكتروني للمركز الأمريكي للصحة البيئية للأطفال https://www.childrensenvironmentalhealth.org/ 
  • موقع مايو كلينك: https://www.mayoclinic.org/ 
  • Frequently asked questions. Women's health FAQ120. Problems of the digestive system. American College of Obstetricians and Gynecologists
  • Iron. Natural Medicines. https://naturalmedicines.therapeuticresearch.com. Accessed April 5,

تعليقات

عدد التعليقات : 0