ما هو اضطراب طيف التوحد؟
يُعدّ اضطراب طيف التوحد (ASD) حالةً تؤثر على نمو الدماغ وتُؤثّر على قدرة الشخص على التواصل والتفاعل الاجتماعي والتعلّم، ويندرج التوحد تحت مجموعة من الاضطرابات النمائية التي تُعرف باسم اضطرابات طيف التوحد. تختلف أعراض التوحد من شخص لآخر، فقد تكون بعض الأعراض خفيفة بينما تكون أخرى شديدة، كما قد تظهر الأعراض في وقت مبكر من عمر الطفل أو قد لا تظهر إلا في مرحلة لاحقة. ولا يوجد سبب واحد معروف للتوحد، إلا أن الأبحاث تُشير إلى أن العوامل الوراثية والبيئية قد تلعب دورًا في حدوثه.
ما هو اضطراب طيف التوحد؟ |
يُعدّ فهم اضطراب طيف التوحد أمراً في غاية الأهمية، وذلك لضمان توفير الدعم والتدخل المبكّر للأشخاص المصابين به، فالتشخيص المبكّر والتدخّل المبكّر يُساعدان الأطفال المصابين بالاضطراب على تحسين مهاراتهم وتحقيق إمكاناتهم الكاملة في الحياة. ولكن ما هي التحديات التي تواجه الأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد وكيف يمكن دمجهم في المجتمع؟
التحديات التي تواجه الأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد
يواجه الأشخاص المصابون باضطراب طيف التوحد العديد من التحديات في حياتهم اليومية، والتي تختلف في شدّتها ونوعيتها من شخص لآخر، و تتراوح هذه التحديات بين صعوبات في التواصل الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين، وصعوبات في التعلّم والتركيز، بالإضافة إلى حساسية مفرطة للمنبهات الحسية مثل الأصوات والأضواء.
و من أبرز التحديات التي يُمكن أن تواجه الأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد:
- صعوبة فهم الإشارات الاجتماعية قد يجد الأشخاص المصابون باضطراب طيف التوحد صعوبةً في فهم لغة الجسد ونبرة الصوت وتعبيرات الوجه، الأمر الذي يجعل من الصعب عليهم فهم مشاعر ونوايا الآخرين، وبالتالي يُؤثّر على قدرتهم على التفاعل معهم بشكلٍ سليم.
- التواصل اللفظيّ وغير اللفظيّ قد يواجه بعض الأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد تأخرًا في تطوّر اللغة أو صعوبةً في استخدام الكلمات والجمل بشكلٍ سليم، كما قد يجدون صعوبةً في بدء المحادثات أو الاستجابة لها بشكلٍ مناسب، و ينطبق الأمر على التواصل غير اللفظيّ، حيث قد لا يستطيعون فهم أو استخدام لغة الجسد والتواصل البصريّ بشكلٍ فعّال.
- الروتين والمرونة يميل العديد من الأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد إلى التمسّك بالروتين و يُبدون مُقاومةً للتغيير، فقد يُصابون بالقلق أو الإحباط عند حدوث أي تغيير في روتينهم اليوميّ أو بيئتهم المُحيطة، و قد يُصبح من الصعب عليهم التكيّف مع المواقف الجديدة أو غير المتوقّعة.
- التعلّم والتجهيزات الأكاديمية يُمكن أن يؤثر اضطراب طيف التوحد على طريقة تعلّم بعض الأطفال، حيث قد يواجهون صعوبةً في التركيز أو معالجة المعلومات السمعية أو البصرية، وقد يحتاجون إلى طرق تعليمية خاصة وسُبُل دعم إضافية لتحقيق أقصى إستفادة من التعليم.
من الهام التأكيد على أن هذه التحديات لا تنطبق على جميع الأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد بنفس الشدة، فلكلّ شخص قدراته وحاجاته الفريدة، و يُعدّ التفهم و الدعم من قبل العائلة والمجتمع من أهم العوامل التي تُساعد هؤلاء الأشخاص على التغلّب على تحدّياتهم وتحقيق إمكاناتهم الكاملة.
التشخيص المبكّر لِإضطراب طيف التوحد ودوره في تحسين جودة الحياة
يُعدّ التشخيص المبكّر لِـاضطراب طيف التوحد خطوةً أساسيةً في رحلة مساعدة الطفل على التكيّف مع الاضطراب وتحقيق إمكاناته الكاملة. فكلّما تمّ التشخيص في وقتٍ مبكّر، زادت فُرصة الطفل في الحصول على برامج التدخّل المُبكّر التي تُساهم في تحسين مهاراته الاجتماعية واللغوية والتكيّفية.
- علامات التنبّه المُبكّرة 📌 قد تظهر على بعض الأطفال علامات تنبيه مُبكّرة لِـاضطراب طيف التوحد في السنة الأولى أو الثانية من العمر، مثل قلة التواصل البصريّ، عدم الاستجابة لِـاسمه، التأخر في تطوّر اللغة، أو اللعب بِـالألعاب بطريقةٍ غير اعتيادية.
- أهمية مُراجعة الطّبيب 📌 يُنصح بِـمُراجعة الطّبيب أو أخصائي نموّ الأطفال إذا لاحظ الأهل أيّ علامات مُقلقة على طفلهم، وذلك لِـإجراء تقييم شامل لِـنموّ الطّفل وتحديد ما إذا كان يُعاني من أيّة مشكلات تتطلّب التدخّل.
- فوائد التشخيص المُبكّر 📌 يُتيح التشخيص المُبكّر لِـاضطراب طيف التوحد للطفل فرصة الحصول على برامج التدخّل في وقتٍ مبكّر من العمر، وذلك عندما تكون عقولهم أكثر قابلية لِـلتعلّم والتكيّف، مما يُساهم في تحسين مهارات التواصل الاجتماعيّ واللغويّ والسلوكيّ لديهم بشكلٍ ملحوظ.
و لا يقتصر أثر التشخيص المبكّر على الطفل فقط، بل يمتدّ لِـيُساعد الأهل أيضًا على فهم حالة طفلهم بشكلٍ أفضل وتعلّم كيفية التعامل مع سلوكياته وتلبية احتياجاته بشكلٍ أفضل، بالإضافة إلى إمكانية التواصل مع عائلات أخرى لِـلحصول على الدعم و تبادل الخبرات.
طرق دعم الأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد
يُعدّ توفير الدعم المناسب للأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد أمراً حيوياً لمساعدتهم على العيش بِـإستقلالية وسعادة، و تتنوّع طرق الدعم المُتاحة لتشمل برامج التدخّل المُبكّر، والتعليم الخاصّ، والتأهيل المهنيّ، بالإضافة إلى الدعم الاجتماعيّ والنفسيّ.
- برامج التدخّل المُبكّر تُساهم برامج التدخّل المُبكّر، مثل التحليل السلوكيّ التطبيقيّ (ABA)، في تحسين مهارات التواصل الاجتماعيّ واللغويّ والسلوكيّ لدي الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، و يُفضّل بدء هذه البرامج في أقرب وقتٍ ممكن لِـتحقيق أفضل النتائج.
- التعليم الخاصّ يحتاج بعض الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد إلى التعليم الخاصّ الذي يُلبّي احتياجاتهم الفريدة، ويتضمّن ذلك خطط التعليم الفردية (IEPs) وطرق التدريس المُخصّصة والتي تُساعد هؤلاء الأطفال على التعلّم والتقدّم أكاديمياً.
- التأهيل المهنيّ يُساعد التأهيل المهنيّ الأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد على تطوير المهارات اللازمة لِـلحصول على عمل مناسب ومُشاركة فعّالة في سوق العمل.
- الدعم الاجتماعيّ والنفسيّ يُعدّ الدعم الاجتماعيّ والنفسيّ ضرورياً للأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد وعائلاتهم، ويمكن أن يشمل ذلك الانضمام إلى مجموعات الدعم، أو طلب المُساعدة من المُعالجين والأخصائيين النفسيين الذين يمكنهم تقديم الإرشادات والمُساعدة في التعامل مع التحديات المُختلفة.
و يُساهم توفير الدعم المناسب للأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد في تحسين نوعية حياتهم و تمكينهم من العيش بِـإستقلالية و مُشاركة فعّالة في المجتمع.
نصائح للتعامل مع الأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد
يحتاج الأشخاص المصابون باضطراب طيف التوحد إلى فهم ودعم من محيطهم ، و من خلال التعامل معهم بِـصبر و تفهم، يُمكننا بناء علاقات إيجابية معهم و مساعدتهم على الشعور بِـالراحة و الأمان. إليك بعض النصائح التي قد تُساعدك في التعامل مع الأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد:
- كن صبوراً ومتفهماً قد يحتاج الأشخاص المصابون باضطراب طيف التوحد إلى المزيد من الوقت لفهم المعلومات أو الاستجابة للأسئلة أو التعبير عن أنفسهم.
- تحدّث بِـوضوح وبساطة استخدم لغةً واضحةً وبسيطةً وتجنّب استخدام الكلمات المُعقّدة أو التعبيرات المجازية التي قد يصعب عليهم فهمها.
- قدّم الدعم والتشجيع قدّم الدعم والتشجيع للأشخاص المصابين بالاضطراب و شجّعهم على مُتابعة أحلامهم وتحقيق أهدافهم.
- تعلّم عن الاضطراب يُساعدك تعلّم المزيد عن اضطراب طيف التوحد على فهم الاضطراب بشكلٍ أفضل والتعامل بشكلٍ أكثر فعالية مع الأشخاص المُصابين به.
- احترام مساحتهم الشخصية قد يُفضّل بعض الأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد عدم التواصل الجسديّ أو قد يحتاجون إلى مساحةٍ شخصيةٍ أكبر، لذلك من الهام احترام رغباتهم وعدم إجبارهم على أيّ شيء لا يشعرون فيه بِـالراحة.
- التّركيز على نقاط القوّة يُركّز على مواهب وقدرات كلّ شخص على حدة، فالأشخاص المصابون باضطراب طيف التوحد لديهم مواهب وقدرات خاصّة يمكن أن تُساهم في إثراء المجتمع.
- التواصل مع أولياء الأمور أو الأوصياء إذا كنت تُدرّس أو تعمل مع طفل مصاب باضطراب طيف التوحد، فمن الهام التواصل بشكلٍ منتظم مع أولياء أموره أو أوصيائه لمناقشة سلوكه وتقدّمه وطرق الدعم التي يحتاجها.
تذكّر دائمًا أن الأشخاص المصابون باضطراب طيف التوحد هم أفراد فريدون من نوعهم ولديهم قدراتٌ ومواهبٌ خاصّة بهم، ومن خلال توفير الدعم والفهم والتعامل معهم بِـاحترام يمكننا مساعدتهم على تحقيق النجاح في مُختلف مناحي الحياة.
الخاتمة
يُعدّ اضطراب طيف التوحد حالةً مُعقّدةً تتطلّب فهماً ودعماً من المجتمع بِـأكلمه. و من خلال التوعية بِـهذا الاضطراب وتوفير الدعم اللازم للأشخاص المُصابين به وعائلاتهم، يمكننا مساعدة هؤلاء الأشخاص على تحقيق إمكاناتهم الكاملة والعيش بِـحياةٍ كريمةٍ ومُنتجة.
مصادر المعلومات
- المعهد الوطنيّ للصحة العقليّة (NIMH). (2023). اضطراب طيف التوحد.
- مُنظّمة التوحد الأمريكيّة (Autism Speaks). (2023). ما هو التوحد؟
- National Institute of Mental Health (NIMH). Autism Spectrum Disorder. Retrieved on the 6th of December, 2022.
- Debra Fulghum Bruce. Parenting a Child on the Autism Spectrum. Retrieved on the 6th of December, 2022.
- Healthline. Autism Complications. Retrieved on the 6th of December, 2022.
- Autism. Natural Medicines. https://naturalmedicines.therapeuticresearch.com. Accessed April 4, 2017.
- Weissman L, et al. Autism spectrum disorder in children and adolescents: Behavioral and educational interventions. https://www.uptodate.com/home. Accessed May