أفضل وقت للتمرين لإنقاص الوزن
لطالما كان السّؤال حول أفضل وقت للتمرين لإنقاص الوزن مُثارًا بين عُشّاق الرّياضة و الراغبين في التخلّص من الوزن الزّائد . ولكن هل يوجد وقت مثالي فعلاً؟ سنُسلّط الضّوء في هذا المقال على مُختلف آراء الخبراء حول أفضل وقت للتمرين ، مع أخذ العوامل الشخصيّة و أسلوب الحياة بعين الاعتبار، لتحديد الوقت الأمثل الذي يُساعدك على تحقيق أهدافك في إنقاص الوزن بشكل فعّال و مستدام .
أفضل وقت للتمرين لإنقاص الوزن |
لا يوجد وقت واحد يُناسب الجميع ، و ما قد يُناسب شخصًا قد لا يُناسب آخر، فالجدول اليومي و المسؤوليات تختلف من شخص آخر، إضافة إلى العوامل البيولوجيّة مثل معدّل الأيض و مستويات الطاقة . ولذلك من المُهم مراعاة هذه العوامل عند اختيار الوقت المُناسب للتمرين ، وللحصول على أفضل النتائج ، يُنصح بمُمارسة الرّياضة بانتظام، سواء كان ذلك في الصّباح أو في المساء .
التمرين في الصّباح بداية يومك بنشاط و حيوية
أشارت العديد من الدراسات إلى أنّ ممارسة التمارين في الصّباح البّاكر على الريق، يُمكن أن تكون أكثر فعاليّة في حرق الدّهون ، ويرجع ذلك إلى ارتفاع نسبة هرمون الكورتيزول في الصباح ، الذي يُساهم في تحفيز عمليّة حرق الدّهون. ، فضلاً عن ذلك ، فإن مُمارسة التمارين الرياضيّة صباحًا يمنحك شحنة من الطّاقة و التّفاؤل و التركيز التي ستُساعدك على إنجاز مهامّك على مدار اليوم.
- تناول وجبة خفيفة غنيّة بالكربوهيدرات قبل التمرين بساعة ، مثل موزة أو بعض حبوب الإفطار .
- اشرب كميّة كافية من الماء قبل ، أثناء، و بعد التّمرين ، للوقاية من الجفاف و الحفاظ على ترطيب جسمك .
- ابدأ بتمارين الإحماء الخفيفة لتحضير عضلاتك للتمارين الشاقّة ، مثل المشي السّريع أو القفز أو تدوير المفاصل .
- بعد التّمرين ، تناول وجبة فطور صحّيّة تحتوي على البروتين و الكربوهيدرات ، لإمداد جسمك بالعناصر الغذائية التي يحتاجها لبناء العضلات و تعويض الطّاقة المُفقودة.
كما يُعد التمرين صباحًا مثاليًا للأشخاص الذين يجدون صعوبة في الالتزام بجدول رياضي منتظم ، فإنّ إنجاز التمرين في بداية اليوم يضمن لك عدم تغيّر الخطط الطّارئة أو ضيق الوقت من ممارسة التمارين. فالتمرين الصّباحي يُساعدك على بدء يومك بنّشاط و حيويّة .
التمرين في المساء التّخلّص من إجهاد اليوم وتعزيز الرّاحة
يُفضّل البعض مُمارسة التّمارين في المساء ، خاصّة بعد يوم عمل طويل ، للتّخلّص من التّوتر و الإجهاد و الاستعداد للنّوم ، فممارسة الرّياضة تُحفّز الدّورة الدّموية و تُحسّن المزاج . و للحصول على أفضل النتائج ، يُفضّل عدم التّمرين قبل النّوم مُباشرة، و تخصيص بعض الوقت للإسترخاء و التهدئة بعد التمارين .
- حافظ على تناول وجبة خفيفة قبل التّمرين 📌 بساعتين ، تحتوي على البروتينات و الكربوهيدرات ، مثل ساندويتش تونة أو زبادي مع الفواكه .
- بعد الانتهاء من التّمارين ، تناول وجبة عشاء خفيفة و صحّيّة 📌 ، تجنّب الوجبات الدّسمة و الثّقيلة ، لتسهيل عملية الهضم .
- تجنّب التمارين الشاقّة 📌 قبل النّوم بساعتين على الأقل ، فهي قد تؤدّي إلى صعوبة في النّوم .
- خصص وقتًا للإسترخاء بعد التمرين ، مثل أخذ حمام دافئ أو قراءة كتاب 📌 ، لتعزيز الشّعور بالراحة و الاستعداد للنّوم .
ستُلاحظ تحسّنًا في نوعية نومك و مزاجك عند الالتزام بروتين مسائي . و قد أظهرت بعض الدراسات أنّ ممارسة التمارين في المساء تُحسّن من جودة النّوم لدي العديد من الأشخاص ، و قد يكون السبب في ذلك هو شعورهم بالرّاحة و الاسترخاء بعد الانتهاء من التمرين ، فضلًا عن التّخلّص من التوتر و قلق اليوم.
تحديد الوقت الأمثل لك
بعد أن تعرّفنا على فوائد مُمارسة التمارين في الصّباح و المساء ، كيف يمكنك تحديد الوقت الذي يُناسبك أكثر؟
- حدّد روتينك اليومي هل أنت من الأشخاص الذين يستيقظون باكرًا و ينامون مبكّرًا ، أم تُفضّل السّهر؟ ما هو الوقت الذي تكون فيه أكثر نشاطًا و طاقة؟
- تعرّف على هدفك من مُمارسة الرّياضة هل هو إنقاص الوزن فقط ، أم التّخفيف من الإجهاد و التوتر ، أم الحفاظ على لياقة بدنيّة عالية ؟
- جرّب التّمرين في أوقات مُختلفة للتعرّف على الوقت الذي يُعطيك أفضل النتائج ، جرّب مُمارسة التمارين في الصّباح لبعض الأيام ، ثم في المساء لأيام أخرى ، و راقب شعورك و مُستوى الطاقة لديك في كل وقت.
- لا تضغط على نفسك في النّهاية ، الهدف هو أن تستمتع بالتّمرين و تستمر فيه، و لا أن تُرهق نفسك بالتّقيّد بوقت مُحدّد قد لا تُفضّله . إذا لم يُناسبك التّمرين في الصّباح أو في المساء ، فابحث عن وقت آخر في اليوم تستطيع فيه ممارسة الرّياضة باستمتاع و دون أي ضغوط .
لا يهم إذا كنت تُفضّل التمرين صباحًا أم مساءً، المُهم هو أن تجده مُناسبًا لك و تُمارسه بانتظام ، فهذه هي الطّريقة الأمثل للحصول على النتائج المرجوّة و التمتّع بحياة صحّيّة و نشطة .
أهميّة النّظام و الاستمراريّة
بغضّ النّظر عن الوقت الذي تختاره للتّمرين ، فإن النّظام و الاستمرارية هما مفتاح النّجاح في إنقاص الوزن . احرص على وضع جدول زمني يُناسبك و تلتزم به قدر الإمكان ، واجعله جزءًا من روتينك اليومي . ولا تُحبط إذا فوتّك تمرين أو اثنين ، و استأنف مُمارسة التّمارين دون تأنيب النّفس ، بل ركز على التقدّم بشكل تدريجي .
احرص أيضًا على مُمارسة أنواع مختلفة من التمارين ، مثل التمارين الهوائيّة و تمارين المقاومة ، و تغيير الروتين الرياضي بشكل دوري لتجنّب الملل و ضمان تدريب جميع مجاميع العضلات بشكل فعّال . يُنصح بتغيير روتين التمارين كل 4 إلى 6 أسابيع ، فهذا يُحفّز عضلات جسمك على العمل بجهد أكبر و يُقلّل من فرصة تكيّف الجسم مع الروتين السّابق، مما قد يؤدّي إلى تراجع النتائج المُتحقّقة .
كما يُعد اختيار نوع الرّياضة التي تُفضّلها أمرًا أساسيًا للإستمتاع بمُمارستها ، فإن كنت تستمتع بالجري ، فاذهب للجري في الحديقة ، وإن كنت تُحبّ السباحة ، فانضمّ إلى نادي صحي . اختر ما يُسعدك لتجعل التّمرين جزءًا لا يتجزّأ من روتينك .
تذكّر دائمًا أنّ الرياضة لا تقتصر على إنقاص الوزن فقط ، بل تُعزّز الصّحة العامة وتُحسّن المزاج وتزيد الطّاقة و التّركيز . اجعلها جزءًا أساسيًا من حياتك و استمتع بجميع فوائدها .
الخلاصة
إن الوقت الأفضل للتمرين لإنقاص الوزن يعتمد بشكل رئيسي على أسلوب حياتك وتفضيلاتك ، و لا يوجد وقت مثالي للجميع . المُهم هو الاستماع إلى جسمك و اختيار الوقت الذي يُشعرك بالراحة و الطّاقة . تذكر أنّ المثابرة و الانتظام في مُمارسة التمارين هما سرّ النجاح في تحقيق أهدافك الصحيّة .