كيفية التعامل مع الاكتئاب الشديد

كيفية التعامل مع الاكتئاب الشديد يُعدّ الاكتئاب الشديد أكثر من مجرد شعور بالحزن أو الإحباط، إنّه حالة صحية نفسية خطيرة تؤثر على المزاج و الأفكار و السلوك و الصحة ال…

مدونة أناقة صحية
المؤلف مدونة أناقة صحية
تاريخ النشر
آخر تحديث

كيفية التعامل مع الاكتئاب الشديد

يُعدّ الاكتئاب الشديد أكثر من مجرد شعور بالحزن أو الإحباط، إنّه حالة صحية نفسية خطيرة تؤثر على المزاج و الأفكار و السلوك و الصحة الجسدية. و قد يُصاحب الاكتئاب الشديد شعور باليأس و فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت تُمتع الشخص في الماضي، بالإضافة إلى أعراض جسدية مثل التعب و الأرق و فقدان الشهية. و يُمكن أن يُؤثّر الاكتئاب الشديد على جميع جوانب الحياة، بما في ذلك العلاقات الشخصية و العمل و الدراسة.

كيفية التعامل مع الاكتئاب الشديد
كيفية التعامل مع الاكتئاب الشديد

و على الرغم من أن الاكتئاب الشديد يُمكن أن يكون مُرهقًا، إلا أنّه من المُهم التأكيد على أنّه يُمكن علاجه. و يُمكن للأشخاص الذين يُعانون من الاكتئاب الشديد أن يتعافوا و يعيشوا حياة طبيعية و مُرضية من خلال طلب الدعم و العلاج المناسبين. و سنتناول في هذا المقال كيفية التعامل مع الاكتئاب الشديد، و سنُقدّم نصائح و استراتيجيات فعّالة للتغلّب عليه و العودة إلى حياة طبيعية.

أعراض الاكتئاب الشديد

تختلف أعراض الاكتئاب الشديد من شخص إلى آخر، و قد تتراوح في شدّتها من خفيفة إلى شديدة. و من أبرز أعراض الاكتئاب الشديد:
  1. الشعور بالحزن و الإحباط و اليأس معظم الوقت
  2. فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت تُمتع الشخص في الماضي
  3. تغيّرات في الشهية و الوزن
  4. مشاكل في النوم، مثل الأرق أو النوم لساعات طويلة
  5. الشعور بالتعب و الإرهاق و فقدان الطاقة
  6. صعوبة التركيز و التفكير و اتّخاذ القرارات
  7. الشعور بأنّه لا قيمة له أو أنّه مُذنِب
  8. الأفكار السلبية و الانتحارية
إذا كنت تُعاني من خمسة أو أكثر من هذه الأعراض لمدّة أسبوعين أو أكثر، فقد تكون مُصابًا بالاكتئاب الشديد. و يُنصح بمُراجعة الطبيب أو أخصائي الصحة النفسية للحصول على التشخيص و العلاج المناسبين.

أسباب الاكتئاب الشديد

لا يُوجد سبب واحد واضح للإصابة بالاكتئاب الشديد، و لكن يُمكن أن يُسهم عدّة عوامل في الإصابة به، منها:

  • العوامل الوراثية يُمكن أن تلعب العوامل الوراثية دورًا في الإصابة بالاكتئاب، حيث أنّ الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الاكتئاب يكونون أكثر عُرضة للإصابة به.
  • التغيرات الكيميائية في الدماغ    يُعتقد أنّ الاكتئاب يرتبط باختلال توازن الناقلات العصبية في الدماغ، مثل السيروتونين و الدوبامين و النورإبينفرين.
  • الظروف المُجهِدة في الحياة  يُمكن أن تُؤدّي الظروف المُجهِدة في الحياة، مثل فقدان شخص عزيز أو فقدان الوظيفة أو المشاكل المالية أو المشاكل الصحية، إلى الإصابة بالاكتئاب.
  • الأمراض الجسدية  يُمكن أن تُؤدّي بعض الأمراض الجسدية، مثل أمراض القلب و السرطان و السكري، إلى الإصابة بالاكتئاب.
  • العوامل البيئية  يُمكن أن تُؤدّي بعض العوامل البيئية، مثل التعرّض للتلوّث أو الضوضاء أو العنف، إلى الإصابة بالاكتئاب.
  • العوامل النفسية يُمكن أن تُؤدّي بعض العوامل النفسية، مثل انخفاض ثقة الشخص بنفسه أو الشعور بالعجز أو الشعور بالذنب، إلى الإصابة بالاكتئاب.
  • العوامل الاجتماعية  يُمكن أن تُؤدّي بعض العوامل الاجتماعية، مثل العزلة الاجتماعية أو التعرّض للعنف الأسري أو التنمّر، إلى الإصابة بالاكتئاب.

و يُمكن أن تتفاعل هذه العوامل مع بعضها البعض لزيادة مخاطر الإصابة بالاكتئاب الشديد.

كيفية التعامل مع الاكتئاب الشديد

يُمكن التعامل مع الاكتئاب الشديد من خلال عدّة طرق، و من أبرزها:

  1. طلب المساعدة المهنية  تُعدّ مُراجعة الطبيب أو أخصائي الصحة النفسية من أهم خطوات التعامل مع الاكتئاب الشديد. و يُمكن للطبيب أو أخصائي الصحة النفسية تقييم حالة الشخص و تحديد أفضل خيارات العلاج المُتاحة.
  2. العلاج الدوائي  يُمكن أن تُساعد مضادات الاكتئاب في التخفيف من أعراض الاكتئاب، و لكن يجب تناولها تحت إشراف الطبيب. و تستغرق مضادات الاكتئاب عدّة أسابيع حتى تبدأ في الفاعلية، و قد تُسبّب بعض الآثار الجانبية، مثل الغثيان و الصداع و الأرق.
  3. العلاج النفسي  يُمكن أن يُساعد العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي و العلاج بين الشخصي، في التغلّب على الاكتئاب و تغيير الأفكار و السلوكيات السلبية.
  4. تغييرات نمط الحياة  يُمكن أن تُساعد بعض تغييرات نمط الحياة في التخفيف من أعراض الاكتئاب، مثل:
    • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
    • اتّباع نظام غذائي صحي
    • الحصول على قسط كافٍ من النوم
    • تجنّب الكحول و المخدّرات
    • القيام بأنشطة مُمتعة
    • التواصل مع الآخرين

و يُمكن دمج عدّة طرق للتعامل مع الاكتئاب الشديد للحصول على أفضل النتائج.

نصائح للتعامل مع الاكتئاب الشديد

إليك بعض النصائح التي قد تُساعدك في التعامل مع الاكتئاب الشديد:

  1. لا تتردّد في طلب المساعدة  من المهم التعرّف على أعراض الاكتئاب و عدم التردّد في طلب المساعدة من الطبيب أو أخصائي الصحة النفسية إذا كنت تُعاني منها. و تذكّر أنّ طلب المساعدة ليس علامة ضعف، بل هو علامة قوّة و رغبة في الشفاء.
  2. تحدّث مع شخص مُقرّب  قد يكون التحدّث مع شخص مُقرّب، مثل صديق أو أحد أفراد الأسرة، مُفيدًا في التخفيف من الشعور بالوحدة و العزلة. و يُمكن أن يُقدّم لك هذا الشخص الدعم و التشجيع اللذين تحتاجهما للتغلّب على الاكتئاب.
  3. اعتني بنفسك  احرص على اتّباع نمط حياة صحي، و يشمل ذلك ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، و اتّباع نظام غذائي صحي، و الحصول على قسط كافٍ من النوم. و يساعد اتّباع نمط حياة صحي على تحسين المزاج و زيادة مستويات الطاقة و التقليل من التوتر.
  4. مارس تمارين الاسترخاء  يُمكن أن تُساعد تمارين الاسترخاء، مثل تمارين التنفس العميق و اليوجا و التأمّل، في التقليل من التوتر و القلق و تحسين المزاج.
  5. تجنّب الكحول و المخدّرات  يُمكن أن يُؤدّي الكحول و المخدّرات إلى تفاقم أعراض الاكتئاب و جعل التعامل معه أكثر صعوبة.
  6. كن صبورًا  يُمكن أن يستغرق التغلّب على الاكتئاب الشديد بعض الوقت، لذلك من المهم أن تكون صبورًا مع نفسك و أن تستمر في طلب الدعم و العلاج حتى تشعر بتحسّن.

و تذكّر أنّ الاكتئاب الشديد يُمكن علاجه، و أنّ هناك الكثير من الأشخاص الذين تعافوا منه و يعيشون حياة طبيعية و مُرضية.

الخاتمة

يُعدّ الاكتئاب الشديد حالة صحية نفسية خطيرة تؤثر على المزاج و الأفكار و السلوك و الصحة الجسدية. و يُمكن أن يُصاحب الاكتئاب الشديد شعور باليأس و فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت تُمتع الشخص في الماضي، بالإضافة إلى أعراض جسدية مثل التعب و الأرق و فقدان الشهية. و يُمكن أن يُؤثّر الاكتئاب الشديد على جميع جوانب الحياة، بما في ذلك العلاقات الشخصية و العمل و الدراسة. و لكن، من المهم التأكيد على أنّه يُمكن علاج الاكتئاب الشديد. و يُمكن للأشخاص الذين يُعانون من الاكتئاب الشديد أن يتعافوا و يعيشوا حياة طبيعية و مُرضية من خلال طلب الدعم و العلاج المناسبين. و تشمل طرق التعامل مع الاكتئاب الشديد طلب المساعدة المهنية، و العلاج الدوائي، و العلاج النفسي، و تغييرات نمط الحياة. و من المهم أن يكون الشخص صبورًا مع نفسه و أن يستمر في طلب الدعم و العلاج حتى يشعر بتحسّن.

تعليقات

عدد التعليقات : 0