أهمية البروتين في النظام الغذائي

أهمية البروتين في النظام الغذائي يُعدّ البروتين أحد العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها جسم الإنسان للبقاء على قيد الحياة و الحفاظ على صحته. و يُشبه البروتين حجر…

مدونة أناقة صحية
المؤلف مدونة أناقة صحية
تاريخ النشر
آخر تحديث

أهمية البروتين في النظام الغذائي

يُعدّ البروتين أحد العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها جسم الإنسان للبقاء على قيد الحياة و الحفاظ على صحته. و يُشبه البروتين حجر الأساس في بناء الجسم، حيث يدخل في تكوين جميع خلايا الجسم و أنسجته، بما في ذلك العضلات و العظام و الجلد و الشعر و الأظافر و الأعضاء الداخلية. و لا تقتصر أهمية البروتين على بناء الجسم فقط، بل يلعب أيضًا دورًا حيويًا في العديد من وظائف الجسم الضرورية للحياة، مثل إنتاج الهرمونات و الأنزيمات و الأجسام المُضادة و نقل المواد الغذائية و الأكسجين في الدم.

أهمية البروتين في النظام الغذائي
أهمية البروتين في النظام الغذائي

 و يُمكن الحصول على البروتين من مجموعة متنوّعة من الأطعمة، سواء من مصادر حيوانية مثل اللحوم و الدواجن و الأسماك و البيض و منتجات الألبان، أو من مصادر نباتية مثل البقوليات و المكسّرات و البذور و الحبوب الكاملة.
و في هذا المقال، سنستعرض بشكل مُفصّل أهمية البروتين في النظام الغذائي، و مصادر البروتين المُختلفة، و الكمية المُوصى بها من البروتين يوميًا، و أضرار نقص البروتين و زيادته، و نصائح لتناول البروتين بشكل صحي و متوازن.

وظائف البروتين في الجسم

يلعب البروتين دورًا حيويًا في العديد من وظائف الجسم، و من أبرز هذه الوظائف:
  1. بناء و إصلاح الأنسجة يدخل البروتين في بناء جميع خلايا الجسم و أنسجته، بما في ذلك العضلات و العظام و الجلد و الشعر و الأظافر. و يساعد البروتين أيضًا على إصلاح الأنسجة التالفة، مثل الجروح و الكدمات. و يُعدّ البروتين ضروريًا للنمو و التطوّر، خاصةً عند الأطفال و المراهقين و النساء الحوامل. و يُساعد أيضًا على الحفاظ على كتلة العضلات مع التقدّم في العمر.
  2. إنتاج الهرمونات و الأنزيمات يُستخدم البروتين في إنتاج العديد من الهرمونات و الأنزيمات في الجسم، و التي تلعب دورًا مُهمًا في تنظيم العديد من وظائف الجسم، مثل النمو و الأيض و الهضم و التكاثر و المزاج. فعلى سبيل المثال، يُعدّ هرمون الإنسولين، الذي يُنظّم مستوى السكر في الدم، هرمونًا بروتينيًا. و تُعدّ الأنزيمات الهضمية، التي تُساعد على هضم الطعام، بروتينات أيضًا.
  3. نقل المواد الغذائية و الأكسجين يساعد البروتين على نقل المواد الغذائية و الأكسجين إلى خلايا الجسم عبر الدورة الدموية. فعلى سبيل المثال، يُعدّ الهيموجلوبين، الذي يحمل الأكسجين في الدم، بروتينًا. و تُعدّ ال بروتينات الحاملة للدهون، التي تنقل الدهون في الدم، بروتينات أيضًا.
  4. الحفاظ على توازن السوائل  يساعد البروتين على الحفاظ على توازن السوائل في الجسم، و يمنع تراكم السوائل في الأنسجة. فعلى سبيل المثال، يُساعد ال بروتين الموجود في الدم على سحب السوائل من الأنسجة إلى الأوعية الدموية، مما يمنع حدوث الوذمة أو التورم.
  5. دعم الجهاز المناعي  يُستخدم البروتين في إنتاج الأجسام المُضادة، و التي تُساعد الجسم على مُحاربة العدوى و الأمراض. فعلى سبيل المثال، تُعدّ ال بروتينات المُكملة، التي تُساعد على تفعيل الجهاز المناعي، بروتينات أيضًا.
  6. توفير الطاقة  يُمكن للجسم استخدام البروتين كمصدر للطاقة في حالة عدم توفّر الكافية من الكربوهيدرات و الدهون. و لكن، يُفضّل للجسم استخدام الكربوهيدرات و الدهون كمصدر رئيسي للطاقة، و الحفاظ على البروتين لوظائفه الأخرى الأكثر أهمية.
و بالتالي، فإنّ الحصول على كميات كافية من البروتين يوميًا يُعدّ أمرًا ضروريًا للحفاظ على صحة الجسم و وظائفه.

مصادر البروتين

يُمكن الحصول على البروتين من مجموعة متنوّعة من الأطعمة، و تُقسّم مصادر البروتين إلى فئتين رئيسيتين: المصادر الحيوانية و المصادر النباتية.

المصادر الحيوانية للبروتين

تُعدّ المصادر الحيوانية لل بروتين من أفضل المصادر لل بروتين الكامل، حيث أنّها تحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم. و من أبرز المصادر الحيوانية لل بروتين:

  • اللحوم الحمراء مثل لحم البقر و الغنم و الخروف. و تُعدّ اللحوم الحمراء مصدرًا جيدًا لل بروتين و الحديد و فيتامين بي 12. و لكن، يُنصح باختيار اللحوم الخالية من الدهون و طهيها بطرق صحية، مثل الشوي و السلق، و تجنّب الإفراط في تناولها.
  • الدواجن مثل الدجاج و البط و الديك الرومي. و تُعدّ الدواجن مصدرًا جيدًا لل بروتين و النياسين و فيتامين بي 6. و يُنصح باختيار الدواجن منزوعة الجلد و طهيها بطرق صحية، مثل الشوي و السلق.
  • الأسماك مثل السلمون و التونة و السردين و الماكريل. و تُعدّ الأسماك مصدرًا جيدًا لل بروتين و أحماض الأوميجا 3 الدهنية، و التي تُعدّ ضرورية لصحة القلب و الدماغ. و يُنصح بتناول الأسماك مرتين في الأسبوع على الأقل.
  • البيض يُعدّ البيض من أفضل المصادر لل بروتين الكامل، حيث يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم. و يُعدّ البيض أيضًا مصدرًا جيدًا ل فيتامين دي و الكولين. و يُمكن تناول البيض مسلوقًا أو مُقليًا أو مخفوقًا.
  • منتجات الألبان مثل الحليب و اللبن و الجبن و الزبادي. و تُعدّ منتجات الألبان مصدرًا جيدًا لل بروتين و الكالسيوم و فيتامين دي. و يُنصح باختيار منتجات الألبان قليلة الدسم أو الخالية من الدهون.

المصادر النباتية للبروتين

تُعدّ المصادر النباتية لل بروتين مُناسبة للنباتيين و الأشخاص الذين لا يُفضّلون تناول اللحوم. و من أبرز المصادر النباتية لل بروتين:

  • البقوليات مثل الفاصوليا و العدس و الحمص و البازلاء. و تُعدّ البقوليات مصدرًا جيدًا لل بروتين و الألياف و الحديد و المغنيسيوم. و يُنصح بتناول البقوليات مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل.
  • المكسّرات مثل اللوز و الجوز و الكاجو و الفستق و البندق. و تُعدّ المكسّرات مصدرًا جيدًا لل بروتين و الدهون الصحية و الألياف و فيتامين إي. و يُنصح بتناول حفنة صغيرة من المكسّرات يوميًا.
  • البذور مثل بذور الشيا و بذور الكتان و بذور عبّاد الشمس و بذور اليقطين. و تُعدّ البذور مصدرًا جيدًا لل بروتين و الدهون الصحية و الألياف و المعادن. و يُمكن إضافة البذور إلى السلطات و الزبادي و العصائر.
  • الحبوب الكاملة مثل الأرز البني و الشوفان و ال quinoa و الشعير. و تُعدّ الحبوب الكاملة مصدرًا جيدًا لل بروتين و الكربوهيدرات المُعقّدة و الألياف و فيتامينات بي. و يُنصح بتناول الحبوب الكاملة بدلاً من الحبوب المُكرّرة، مثل الأرز الأبيض و الخبز الأبيض.
  • الخضروات مثل السبانخ و البروكلي و الكرنب و القرنبيط و ال بروتين. و تُعدّ الخضروات مصدرًا جيدًا لل بروتين و الألياف و الفيتامينات و المعادن. و يُنصح بتناول الخضروات بشكل يومي.
  • منتجات الصويا مثل التوفو و حليب الصويا و زبادي الصويا. و تُعدّ منتجات الصويا مصدرًا جيدًا لل بروتين و الكالسيوم و الحديد. و تُعدّ منتجات الصويا بديلاً جيدًا لمنتجات الألبان للنباتيين.

و يُنصح بتنويع مصادر البروتين في النظام الغذائي للحصول على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم، و للحصول على مجموعة متنوّعة من العناصر الغذائية الأخرى.

الكمية المُوصى بها من البروتين يوميًا

تختلف الكمية المُوصى بها من البروتين يوميًا بناءً على عدّة عوامل، مثل العمر و الجنس و مستوى النشاط البدني و الحالة الصحية. و بشكل عام، يُنصح بتناول 0.8 جرام من البروتين لكل كيلوجرام من وزن الجسم يوميًا. و يُمكن زيادة هذه الكمية للرياضيين و الأشخاص الذين يُمارسون التمارين الرياضية بشكل مُكثّف، و للنساء الحوامل و المُرضعات. و يُمكن ل أخصائي التغذية أن يُساعدك على تحديد الكمية المناسبة من البروتين التي تحتاجها يوميًا.

أضرار نقص البروتين و زيادته

يُعدّ البروتين من العناصر الغذائية الأساسية للحفاظ على صحة الجسم، و لكن يجب تناوله بشكل متوازن، حيث أنّ كلًا من نقصه و زيادته عن الحد المطلوب يُمكن أن يُؤثّر سلبًا على صحة الجسم.

أضرار نقص البروتين

يُمكن أن يُؤدّي نقص البروتين في النظام الغذائي إلى العديد من المشاكل الصحية، و منها:

  • فقدان الوزن و ضمور العضلات يُعدّ البروتين مُكوّنًا أساسيًا لل عضلات، و يُساعد على بنائها و إصلاحها. و في حالة نقص البروتين، يبدأ الجسم في تكسير العضلات للحصول على الأحماض الأمينية التي يحتاجها، مما يُؤدّي إلى فقدان الوزن و ضمور العضلات.
  • ضعف الجهاز المناعي يُعدّ البروتين ضروريًا لإنتاج الأجسام المُضادة و الخلايا المناعية التي تُحارب العدوى و الأمراض. و في حالة نقص البروتين، يُصبح الجسم أكثر عُرضة للإصابة بالأمراض.
  • بطء التئام الجروح يُعدّ البروتين ضروريًا لإنتاج الكولاجين، و هو بروتين يُساعد على التئام الجروح. و في حالة نقص البروتين، يُصبح التئام الجروح أبطأ.
  • مشاكل في النمو و التطوّر عند الأطفال يُعدّ البروتين ضروريًا للنمو و التطوّر الطبيعي عند الأطفال. و في حالة نقص البروتين، يُمكن أن يُعاني الأطفال من بطء النمو و مشاكل في التطوّر العقلي و الجسدي.
  • فقر الدم  يُعدّ البروتين ضروريًا لإنتاج الهيموجلوبين، و هو بروتين يحمل الأكسجين في الدم. و في حالة نقص البروتين، يُمكن أن يُعاني الشخص من فقر الدم.
  • مشاكل في الجلد و الشعر و الأظافر  يُعدّ البروتين مُكوّنًا أساسيًا لل جلد و الشعر و الأظافر. و في حالة نقص البروتين، يُمكن أن يُعاني الشخص من جفاف الجلد و تساقط الشعر و هشاشة الأظافر.
  • مشاكل في المزاج و الوظائف العقلية  يُمكن أن يُؤدّي نقص البروتين إلى الشعور بال تعب و الإرهاق و الاكتئاب و صعوبة التركيز. و ذلك لأنّ البروتين ضروري لإنتاج الناقلات العصبية في الدماغ، و التي تُؤثّر على المزاج و الوظائف العقلية.

أضرار الإفراط في تناول البروتين

و من الجانب الآخر، يُمكن أن يُؤدّي الإفراط في تناول البروتين إلى بعض المشاكل الصحية أيضًا، و منها:

  • الجفاف عندما يهضم الجسم البروتين، فإنّه ينتج نفايات نيتروجينية، و التي تتطلّب الماء لإزالتها من الجسم. و في حالة الإفراط في تناول البروتين، قد لا يحصل الجسم على كميات كافية من الماء لإزالة هذه النفايات، مما يُؤدّي إلى الجفاف.
  • الإمساك يُمكن أن يُؤدّي الإفراط في تناول البروتين إلى الإمساك، و خاصةً إذا كان النظام الغذائي يفتقر إلى الألياف. و ذلك لأنّ البروتين يُبطئ من حركة الأمعاء.
  • حصوات الكلى يُمكن أن يزيد الإفراط في تناول البروتين من خطر الإصابة بحصوات الكلى، و خاصةً عند الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من حصوات الكلى.
  • أمراض القلب يُمكن أن يزيد الإفراط في تناول البروتين من خطر الإصابة بأمراض القلب، و خاصةً إذا كان البروتين المتناول من مصادر حيوانية غنية بالدهون المُشبعة.
  • هشاشة العظام يُمكن أن يُؤدّي الإفراط في تناول البروتين إلى فقدان الكالسيوم من العظام، مما يُؤدّي إلى هشاشة العظام.

و لذلك، من المهم تناول البروتين بشكل متوازن و وفقًا لاحتياجات الجسم، و تجنّب الإفراط في تناوله.

نصائح لتناول البروتين بشكل صحي و متوازن

إليك بعض النصائح لتناول البروتين بشكل صحي و متوازن:

  1. تنويع مصادر البروتين  احرص على تنويع مصادر البروتين في نظامك الغذائي، و تناول ال بروتين من مصادر حيوانية و نباتية. و يُساعد ذلك على الحصول على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم، و على مجموعة متنوّعة من العناصر الغذائية الأخرى.
  2. تناول البروتين في جميع الوجبات وزّع كمية البروتين التي تتناولها على جميع الوجبات الرئيسية و الوجبات الخفيفة. و يُساعد ذلك على الحفاظ على مستوى السكر في الدم ثابتًا، و الشعور بالشبع لفترة أطول.
  3. اختيار مصادر البروتين قليلة الدسم اختر مصادر البروتين قليلة الدسم، مثل اللحوم الخالية من الدهون و الدواجن منزوعة الجلد و الأسماك المشوية أو المسلوقة. و يُساعد ذلك على تقليل كمية الدهون المُشبعة التي تتناولها، و التي تُزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
  4. طهي البروتين بطرق صحية اطبخ البروتين بطرق صحية، مثل الشوي و السلق و الخبز و القلي باستخدام كمية قليلة من الزيت. و تجنّب القلي العميق و طهي البروتين على درجة حرارة عالية لمدّة طويلة، حيث أنّ ذلك يُمكن أن يُؤدّي إلى تكوين مواد مسرطنة.
  5. الاستعانة بمكملات البروتين يُمكن الاستعانة بمكملات البروتين، مثل مصل اللبن و الكازين و بروتين الصويا، في حالة عدم الحصول على كميات كافية من البروتين من الطعام. و لكن، يُنصح باستشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل تناول مكملات البروتين. و يُنصح أيضًا باختيار مكملات البروتين من مصادر موثوقة و ذات جودة عالية.

باتّباع هذه النصائح، يمكنك الحصول على الفوائد الصحية لل بروتين، و تجنّب أضرار نقصه و زيادته.

الخاتمة

يُعدّ البروتين أحد العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم للبقاء على قيد الحياة و الحفاظ على صحته. و يدخل البروتين في بناء جميع خلايا الجسم و أنسجته، و يلعب دورًا مُهمًا في العديد من وظائف الجسم. و يُمكن الحصول على البروتين من مجموعة متنوّعة من الأطعمة، سواء من مصادر حيوانية أو نباتية. و تختلف الكمية المُوصى بها من البروتين يوميًا بناءً على عدّة عوامل. و يُمكن أن يُؤدّي نقص البروتين و زيادته إلى بعض المشاكل الصحية. و لذلك، من المهم تناول البروتين بشكل متوازن و وفقًا لاحتياجات الجسم. و تذكّر أنّ اتّباع نظام غذائي صحي و متوازن هو أفضل طريقة للحصول على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، بما في ذلك البروتين.

تعليقات

عدد التعليقات : 0