تمارين اليوجا لمرونة الجسم وتقوية العضلات

تمارين اليوجا لمرونة الجسم وتقوية العضلات تُعدّ اليوجا من أقدم النّشاطات الرياضيّة التي لا تزال تحظى بشعبيّة كبيرة حتى يومنا هذا ، و تعود أصولها إلى الهند ، و تُع…

مدونة أناقة صحية
المؤلف مدونة أناقة صحية
تاريخ النشر
آخر تحديث

تمارين اليوجا لمرونة الجسم وتقوية العضلات

تُعدّ اليوجا من أقدم النّشاطات الرياضيّة التي لا تزال تحظى بشعبيّة كبيرة حتى يومنا هذا ، و تعود أصولها إلى الهند ، و تُعرف بأنّها مزيجٌ من التّمارين الجسديّة و التّنفسيّة و التأمليّة التي تُساعد على تحقيق التّوازن بين الجسم و العقل . و لليوجا تاريخ طويل و غني يرجع إلى آلاف السّنين ، و تطوّرت على مرّ القرون لتصبح أكثر من مجرد تمارين بدنية ، و بل أصبحت فلسفة حياة تُركّز على التّرابط بين العقل و الجسد و الرّوح . في هذا المقال ، سنتعمّق في عالم تمارين اليوجا التي تُركّز على زيادة مرونة الجسم و تقوية العضلات ، سنتناول بعض الوضعيات ( الأسانات ) الأساسيّة و طريقة أدائها بشكل صحيح ، و سنُلقي الضّوء على فوائدها المتعدّدة لصحّة الجسم و العقل .


تمارين اليوجا لمرونة الجسم
تمارين اليوجا لمرونة الجسم وتقوية العضلات

ستلاحظ تحسّنًا في مرونة جسمك و قوّة عضلاتك مع الوقت و المُمارسة المُستمرّة ، ستشعر بحيويّة أكبر و نشاط ، و ستقلّ آلام الظهر و العضلات ، كما ستشعر بتحسّن في مزاجك و تركيزك و قدراتك الذهنيّة ، ستُصبح أكثر قدرة على مُواجهة تحدّيات الحياة و الضّغوط اليوميّة .

فوائد تمارين اليوجا

تمتاز اليوجا بالعديد من الفوائد الصحيّة التي تجعلها مُفضّلة للكثيرين ، فهي لا تقتصر على كونها رياضة ، بل تُعتبر أسلوب حياة يُساعد على تحسين الصّحة العامّة للجسم و النّفسية ، و لليوجا تأثير مُهدّئ على الجهاز العصبي، حيث أن التركيز على التنفّس و التّحكم في الجسم أثناء أداء الوضعيات يُساعد على التّقليل من مستويات التّوتر و القلق ، كما أنّ لليوجا دورًا مُهمًا في زيادة الوعي الذّاتي و تقوية التّرابط بين العقل و الجسم ، و هذا يُساعد على التّعامل مع العواطف بشكل أفضل و تحسين الصحة العقلية بشكل عام :
  1. تزيد من مرونة الجسم و مدى حركة المفاصل ، فهي تساعد على إطالة العضلات و الأربطة و زيادة مدى حركة المفاصل ، مما يُقلّل من خطر الإصابات و الألم أثناء ممارسة التمارين الرياضيّة أو القيام بالأنشطة اليوميّة ، و تُساعد اليوجا على التّخلّص من التّيبّس و التشنّج في الجسم ، مما يُحسّن من القدرة على الحركة و يُعزّز من الشّعور بالرّاحة .
  2. تُقوّي العضلات و تُحسّن من توازن الجسم ، فعلى الرّغم من أنّ اليوجا تُعرف بتأثيرها على المرونة ، إلّا أنّها أيضًا رياضة فعّالة لتقوية العضلات ، و تعتمد الكثير من وضعيات اليوجا على تحمّل وزن الجسم ، و ذلك يُقوّي العضلات ، خاصّة عضلات اللّب و الظهر و السّاقين .
  3. تُقلّل من التّوتر و القلق و تحسّن من المزاج ، فهي تساعد على إبطاء معدّل ضربات القلب و خفض ضغط الدّم و زيادة إفراز هرمونات السعادة في الدّماغ ، مثل السّيروتونين و الإندورفين ، و مع الممارسة المستمرّة ، ستلاحظ تحسّنًا في قدرتك على مُواجهة الضّغوط اليوميّة و الشّعور بهدوء أكبر و استقرار نفسي أفضل .
  4. تُحسّن الدورة الدّموية و التّنفّس ، من خلال تحسين مرونة الجسم و تقوية العضلات التّنفسيّة، تُساعد اليوجا على زيادة كفاءة الرّئتين في امتصاص الأكسجين و طرد ثاني أكسيد الكربون ، و هذا يُحسّن من تدفق الدّم إلى جميع أعضاء الجسم و يُعزّز الصّحة العامّة.
  5. تُساعد على الاسترخاء و النّوم بشكل أفضل ، و تُقلّل من الأرق و تُحسّن من نوعيّة النّوم ، و ذلك بفضل تأثيرها المُهدّئ على الجهاز العصبي .
هذه الفوائد تجعلها اختيارًا مثاليًا للأشخاص من جميع الأعمار و مستويات اللياقة ، فاليوغا تُرحّب بالجميع ، سواء كنت رياضيًا مُحترفًا أو شخصًا يبدأ رحلته نحو لياقة بدنيّة أفضل ، و ستُناسب الوضعيات المتنوّعة في اليوجا جميع الأعمار و القدرات، سواء كنت مبتدئًا في اليوجا أو تُمارسها منذ فترة طويلة ، ستجد أنّها تُقدّم لك العديد من المزايا التي تُساعد على تحسين صحتك العامّة و رفاهيتك .

وضعية الكلب المُتجه لأسفل ( Downward-Facing Dog ) :

تُعتبر وضعية الكلب المُتّجه لأسفل من الوضعيات الشّهيرة في اليوجا ، و تُعرف باسم ( Adho Mukha Svanasana ) في السّنسكريتيّة ، و هي وضعية شاملة تُساعد على شدّ و تقوية مختلف عضلات الجسم ، ابتداءً من الذراعين و الكتفين ، مرورًا بالظهر و السّاقين و وصولاً إلى أقدامك. تُساعد هذه الوضعية على مدّ العضلات الخلفية للساقين و الظهر و الذّراعين ، و تُقوّي العضلات العلويّة للجسم و الكتفين ، و تُحسّن من مرونة العمود الفقري ، و تعمل على تدفق الدّم نحو الرأس ، مما يُعزّز من النشاط الذهني و يُحسّن من المزاج ، و تُساهم في تقليل التّوتر و القلق .

  1. ابدأ على يديك و رُكبتيك ، مع التأكّد من أن يديك تحت كتفيك و رُكبتيك تحت ورّكيك ، مع الحفاظ على استقامة الظّهر .  📌
  2. ارفَع ورّكيك لأعلى و للخلف بشكل تدريجي ، و شدّ ذراعيك و ساقيك ، بحيث يُصبح جسمك على شكل حرف "V" مقلوب .  📌
  3. حافظ على رأسك بين ذراعيك ، مع توجيه الذّقن نحو الصّدر ، و ظهرك مستقيمًا ، و يُفضّل أن تُحاول مُلامسة كعبيك للأرض، و لكن لا تُجهد نفسك إذا لم تستطع فعل ذلك .  📌
  4. ابق في هذه الوضعيّة لمدّة 5 إلى 10 أنفاس عميقة ، أو أكثر إذا كنت تشعر بالرّاحة ، مع التركيز على التّنفّس بشكل طبيعي و عميق .  📌

إذا كنت تشعر بشّدّ في العضلات الخلفية للسّاقين ، يمكنك ثني رُكبتيك قليلًا لتقليل الشّعور بالشدّ ، و لا تقلق إذا لم تبدو وضعيّتك مثاليّة في البداية ، مع المُمارسة المُستمرّة، ستتحسّن مرونة جسمك و ستتمكّن من أداء هذه الوضعية بشكل أفضل .

وضعية المحارب 2 ( Warrior II Pose ) :

وضعية المحارب 2 هي وضعية فعّالة لتقوية عضلات السّاقين و الفخذين و الكاحلين ، و زيادة التوازن و الثبات ، و تُعرف باسم ( Virabhadrasana II ) في السّنسكريتيّة ، و هي من الوضعيات التي تمنحك الشّعور بالقوّة و الثقة ، وتُساعد على فتح الصّدر و تحسين التنفّس .

  • ابدأ ب الوقوف مع قدميك مُتباعدتين بمسافة 4 أقدام تقريبًا، و أدر قدمك اليُمنى بزاوية 90 درجة و قدمك اليُسرى بزاوية 15 درجة باتّجاه الأمام.
  • اثني ركبتك اليُمنى بزاوية 90 درجة ، مع التّأكّد من أن ركبتك مُحاذية لكاحلك ، و لا تتجاوزه ، و حافظ على ساقك اليُسرى مُستقيمة.
  • افرد ذراعيك إلى الجانبين بحيث تُصبح مُوازية للأرض، مع الحفاظ على استقامة الذّراعين و راحة الكتفين ، بحيث يكون ذراعك الأيمن مُمتدًّا للأمام و مُحاذيًا لساقك اليُمنى ، و ذراعك الأيسر مُمتدًّا للخلف .
  • أنظر إلى أمام نحو أصابع يدك اليُمنى ، مع الحفاظ على استقامة الرقبة و عدم إمالتها .
  • ابق في هذه الوضعية لمدّة 30 ثانية إلى دقيقة ، مع التركيز على التّنفّس بشكل طبيعي و عميق ، ثم كرّر نفس الخطوات على الجانب الآخر.

حاول الحفاظ على كتفيك مسترخيين بعيدًا عن أُذنيك ، و بطنك مشدودة داخل جسمك ، و لا تقلق إذا شعرت بتوتّر في ساقيك ، مع الوقت ستُصبح أكثر قوة و تحملاً.

وضعيّة المثلّث ( Triangle Pose ) :

تُساهم وضعية المثلّث ، و تُعرف باسم ( Trikonasana ) في السّنسكريتيّة ، في مدّ العضلات الجانبيّة للجسم و تقوية الساقين و الفخذين و الذراعين و تحسين التوازن ، و هي وضعية فعّالة لتحسين التركيز و تخفيف آلام الظهر ، و زيادة طاقة الجسم.

خطوات القيام بها:
  1. ابدأ ب الوقوف مع قدميك مُتباعدتين بمسافة 4 أقدام تقريبًا ، و أدر قدمك اليُمنى بزاوية 90 درجة للخارج و قدمك اليُسرى بزاوية 15 درجة باتّجاه الأمام .
  2. مدّ ذراعك الأيمن إلى الأمام ، ثم انزل بجذعك نحو اليمين ، مع محاولة ملامسة كاحلك الأيمن بيدك اليُمنى ، أو ضع يدك على ساقك اليُمنى أو على الأرض إذا لم تستطع ملامسة الكاحل .
  3. مدّ ذراعك الأيسر نحو السّقف ، بحيث يكون في خطّ مستقيم مع ذراعك الأيمن .
  4. أنظر إلى أعلى باتّجاه أصابع يدك اليُسرى ، أو يمكنك النّظر للأمام .
  5. حافظ على وضعيّة ظهرك مستقيمة قدر الإمكان ، و لا تُحدّب .
  6. ابق في هذه الوضعيّة لمدّة 30 ثانية إلى دقيقة ، مع التركيز على التّنفّس بشكل عميق و هادئ ، ثم عد ببطء إلى وضعيّة الوقوف ، و كرّر نفس الخطوات على الجانب الآخر .
هذه بعض من الوضعيات ( الأسانات ) الأساسيّة في اليوجا التي تُساعد على زيادة مرونة الجسم و تقوية العضلات ، و من الجميل في اليوجا أنّ هذه الوضعيات تُناسب جميع المستويات ، سواء كنت مبتدئًا أو تُمارس اليوجا منذ فترة. . يُمكنك البدء بمُمارستها تدريجيًا ، و زيادة الوقت الذي تقضيه في كل وضعيّة مع المُمارسة . و مع الوقت ستُلاحظ التّحسّن في مرونة جسمك و قوّته .

وضعيّة القطّة - البقرة ( Cat-Cow Pose ) :

تُعتبر وضعية القطّة - البقرة من الوضعيات الدّيناميكيّة في اليوجا ، و تُساعد على تحسين مرونة العمود الفقري و التّخلّص من التّوتر و تحسين التّنفس ، فهي تُحفّز حركة العمود الفقري و تزيد من مرونته ، و تساعد أيضًا على تمديد عضلات الظهر و الصّدر و البطن ، مما يُحسّن من الوضعّية الجسمية و يُقلّل من آلام الظّهر و الرقبة. و تُساعد على تنظيم التّنفّس و زيادة سعة الرّئتين، مما يُساهم في تهدئة الجسم و العقل و التخلّص من الشّعور بالقلق و التّوتر ، و تُعرف هذه الوضعية باسم ( Bitilasana Marjaryasana ) في السّنسكريتيّة ، و تُعتبر تمهيدًا مثاليًا لكثير من وضعيات اليوجا الأخرى، فهي تُساعد على تنشيط الجسم و تحضيره للحركات الأكثر تحدّيًا .

  1. ابدأ على يديك و ركبتيك على بساط اليوجا ، و مع التّأكّد من أن يديك مُباشرة أسفل كتفيك و ركبتيك مُباشرة أسفل ورّكيك ، و حافظ على استقامة الظهر و الرقبة ، و انظر للأمام .
  2. في وضعية القطّة: ابدأ بأخذ شهيق عميق ، و ارفع ظهرك ببطء نحو السّقف ، مُكوّنًا شكل قوس ، و دسّ ذقنك باتّجاه صدرك ، و شدّ عضلات بطنك نحو الداخل.
  3. في وضعية البقرة : أثناء الزّفير ، أخفض بطنك ببطء باتّجاه الأرض ، مع رفع صدرك و رأسك نحو الأعلى و النّظر للأمام .
  4. كرّر هذه الحركات بالتّبادل بين وضعية القطّة و وضعية البقرة لمدّة 5 إلى 10 مرات ، أو أكثر حسب رغبتك ، مع التركيز على التّنفس بشكل طبيعي و بطيء ، و تزامُن حركات الجسم مع التّنفس ، مع الإستمتاع بحركة العمود الفقري أثناء أداء هذه الوضعيّة .

ستشعر بتحرّر في الظهر و العمود الفقري و تحسّن في التنفّس ، و بتدفق الطاقة في جسمك ، و قد تُلاحظ أيضًا اختفاء بعض الآلام و التّشنّجات التي كنت تشعر بها في الظّهر و الرقبة .

نصائح للمبتدئين في اليوجا

إن كنت تُخطّط للّبدء في مُمارسة تمارين اليوجا، فإليك بعض النصائح التي قد تُساعدك على بدء ر حلة ناجحة في عالم اليوجا :

  1. ابدأ ببطء و تدريجيًا : لا تُحمّل نفسك أكثر من طاقتك في البداية ، ابدأ بتمارين بسيطة و قصيرة و زاد الوقت و الصّعوبة بشكل تدريجي .
  2. ابحث عن مدرب مُؤهّل : اختيار مدرّب مُؤهّل و ذو خبرة هو أمر أساسي ، فهو سيُرشدك إلى الطّريقة الصّحيحة لأداء الوضعيات و يُساعدك على تجنّب الإصابات .
  3. استمع إلى جسمك : أنت أفضل من يعرف حدود جسمه ، فإذا شعرت بألم أو إرهاق ، توقّف عن ممارسة التّمرين و استرح .
  4. مارس بانتظام : التّكرار و المُداومة هما أساس النّجاح في اليوجا . حاول تخصيص وقت مُحدّد كل يوم أو عدّة أيّام في الأسبوع لممارسة تمارين اليوجا.

مُمارسة اليوجا ليست مجرد تمارين جسدية ، بل هي رحلة تعرّف من خلالها على ذاتك و تُحسّن من وعيك بجسدك و مشاعرك ، هي تُساعدك على التّواصل مع نفسك بشكل أعمق و تُعزّز من الشّعور بالرّاحة و السّكينة ، و من المُمكن أن تُصبح اليوجا أكثر من مجرد هواية ، بل أسلوب حياة يُساهم في تحسين جميع جوانب حياتك. استمتع بهذه الرّحلة و اكتشف ما يُمكن أن تقدّمه لك اليوجا .

الخاتمة

تُعتبر تمارين اليوجا من الطّرق الفعّالة و المُمتعة لزيادة مرونة الجسم و تقوية العضلات و تحسين الصّحة العامّة ، و بمُمارستها ، ستجد أنّك قد أصبحت أكثر وعيًا بنفسك و بجسدك ، و أكثر قدرة على مُواجهة تحدّيات الحياة و الضّغوطات . مع المُمارسة المُنتظمة و التّركيز على التنفّس ، ستلاحظ تحسّنًا ملحوظًا في قوامك و لياقتك البدنية و ستشعر باسترخاء أكبر و مزاج أفضل ، فلا تتردّد في خوض هذه التّجربة ، قد تُصبح اليوجا أسلوب حياتك. استكشف عالم اليوجا واستمتع بمُمارسة رياضة تُساهم في تحقيق التّوازن بين جسدك و عقلك .

تعليقات

عدد التعليقات : 0