أهمية النوم الكافي لبناء العضلات سر النمو العضلي
يسعى الكثير من الرياضيين و هواة كمال الأجسام إلى بناء كتلة عضلية قوية و ضخمة، و يُركّزون جهودهم على التدريب المُكثّف و اتّباع نظام غذائي غني بالبروتين. ولكن هناك عامل مُهم غالبًا ما يُهمَل، وهو النوم الكافي. فالنوم ليس مجرد راحة للجسم و العقل، بل هو عملية حيوية ضرورية لإصلاح الأنسجة و بناء العضلات. و يُمكن القول بأنّ النوم هو الوقت الذي يُحقّق فيه الجسم أكبر قدر من النمو العضلي، حيث يقوم بإصلاح الألياف العضلية التالفة و بناء ألياف جديدة أقوى و أكبر.
أهمية النوم الكافي لبناء العضلات |
و خلال النوم، يُطلق الجسم هرمونات النمو و التيستوستيرون، و التي تلعب دورًا أساسيًا في إصلاح الأنسجة العضلية التالفة و بناء أنسجة عضلية جديدة. و يُساعد النوم أيضًا على تقليل مستويات هرمون الكورتيزول، و الذي يُعرف بهرمون التوتر، و الذي يُمكن أن يُؤدّي إلى تكسير الأنسجة العضلية. و لذلك، فإنّ الحصول على قسط كافٍ من النوم يُعدّ من أهم العوامل التي تُساعد على بناء العضلات و تحسين اللياقة البدنية.
كيف يُساعد النوم على بناء العضلات؟
يُساعد النوم على بناء العضلات من خلال العمليات التالية:
- إفراز هرمون النمو يُفرز هرمون النمو بشكل أساسي أثناء النوم العميق، و يلعب دورًا هامًا في نمو الأنسجة العضلية و إصلاحها. و يُساعد هرمون النمو أيضًا على زيادة معدّل الأيض، مما يُساعد على حرق الدهون و بناء العضلات. و تُشير الدراسات إلى أنّ إفراز هرمون النمو يصل إلى ذروته خلال الساعة الأولى من النوم. و يُمكن تحسين إفراز هرمون النمو من خلال الحصول على نوم كافٍ و عميق، و تجنّب تناول الطعام قبل النوم مُباشرة.
- إفراز هرمون التيستوستيرون يُفرز هرمون التيستوستيرون أيضًا بشكل أساسي أثناء النوم، و يلعب دورًا هامًا في بناء العضلات و زيادة قوّتها. و يُساعد هرمون التيستوستيرون أيضًا على زيادة كثافة العظام و تحسين المزاج. و يُفرز هرمون التيستوستيرون بشكل أساسي في مراحل النوم العميق و النوم ال سريع لحركة العين (REM). و يُمكن تحسين إفراز هرمون التيستوستيرون من خلال الحصول على نوم كافٍ، و ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، و اتّباع نظام غذائي صحي.
- تقليل مستويات هرمون الكورتيزول يُعرف هرمون الكورتيزول بهرمون التوتر، و يُمكن أن يُؤدّي إلى تكسير الأنسجة العضلية و تراكم الدهون في منطقة البطن. و يُساعد النوم الكافي على تقليل مستويات هرمون الكورتيزول، مما يُساعد على الحفاظ على كتلة عضلية صحية. و تُشير الدراسات إلى أنّ مستويات هرمون الكورتيزول تكون أعلى في الصباح و تتناقص تدريجيًا خلال اليوم، لتصل إلى أدنى مستوياتها أثناء النوم. و يُمكن تقليل مستويات هرمون الكورتيزول من خلال الحصول على نوم كافٍ، و ممارسة تمارين الاسترخاء، و تجنّب التعرّض للتوتر.
- إصلاح الأنسجة العضلية أثناء التمرين، تُصاب الألياف العضلية بتمزّقات صغيرة، و يُساعد النوم على إصلاح هذه التمزّقات و بناء أنسجة عضلية جديدة أقوى من ذات قبل. و تتم عملية إصلاح الأنسجة العضلية بشكل أساسي أثناء مراحل النوم العميق. و يُمكن تحسين عملية إصلاح الأنسجة العضلية من خلال الحصول على نوم كافٍ، و تناول كميات كافية من البروتين، و تجنّب الإفراط في التدريب.
- تحسين الأداء الرياضي يُؤدّي النوم الكافي إلى تحسين الأداء الرياضي، حيث يُساعد على زيادة التركيز و تحسين التنسيق العضلي العصبي، و تقليل وقت ردّ الفعل. و تُشير الدراسات إلى أنّ الرياضيين الذين يحصلون على نوم كافٍ يُحقّقون أداءً أفضل في التدريبات و المُباريات. و يُمكن تحسين الأداء الرياضي من خلال الحصول على نوم كافٍ، و اتّباع نظام غذائي صحي، و التدرّب بشكل صحيح.
باختصار، يُعدّ النوم الكافي ضروريًا لبناء العضلات و تحسين الأداء الرياضي. و يُنصح بالحصول على 7-9 ساعات من النوم يوميًا لضمان حصول الجسم على الراحة اللازمة لإصلاح الأنسجة و بناء العضلات.
أضرار قلة النوم على بناء العضلات
تُؤثّر قلة النوم سلبًا على بناء العضلات، حيث تُؤدّي إلى:
- انخفاض إفراز هرمون النمو و التيستوستيرون تُؤدّي قلة النوم إلى انخفاض إفراز هرمون النمو و التيستوستيرون، مما يُقلّل من قدرة الجسم على إصلاح الأنسجة العضلية و بناء أنسجة عضلية جديدة. و تُشير الدراسات إلى أنّ قلة النوم لليلة واحدة فقط تُمكن أن تُقلّل من إفراز هرمون التيستوستيرون بنسبة تصل إلى 15%. و يُمكن أن يُؤدّي انخفاض مستويات هرمون التيستوستيرون أيضًا إلى انخفاض الرغبة الجنسية و صعوبة الحفاظ على الانتصاب.
- زيادة مستويات هرمون الكورتيزول تُؤدّي قلة النوم إلى زيادة مستويات هرمون الكورتيزول، مما يُؤدّي إلى تكسير الأنسجة العضلية و تراكم الدهون في منطقة البطن. و يُمكن أن يُؤدّي ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول أيضًا إلى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب و السكري و السمنة. و يُمكن أن يُؤدّي ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول أيضًا إلى ضعف الجهاز المناعي و زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض.
- انخفاض معدّل الأيض تُؤدّي قلة النوم إلى انخفاض معدّل الأيض، مما يُقلّل من قدرة الجسم على حرق الدهون و بناء العضلات. و يُمكن أن يُؤدّي انخفاض معدّل الأيض أيضًا إلى زيادة الوزن و صعوبة فقدان الوزن. و يُمكن أن يُؤدّي انخفاض معدّل الأيض أيضًا إلى الشعور بالتعب و الإرهاق و صعوبة التركيز.
- زيادة الشعور بالتعب و الإرهاق تُؤدّي قلة النوم إلى الشعور بالتعب و الإرهاق، مما يُقلّل من الرغبة في ممارسة التمارين الرياضية. و يُمكن أن يُؤدّي التعب و الإرهاق أيضًا إلى انخفاض الأداء في التدريبات و زيادة مخاطر الإصابة. و يُمكن أن يُؤدّي التعب و الإرهاق أيضًا إلى صعوبة التركيز و التفكير و التعلّم.
- انخفاض الأداء الرياضي تُؤدّي قلة النوم إلى انخفاض الأداء الرياضي، حيث تُقلّل من التركيز و التنسيق العضلي العصبي، و تزيد من وقت ردّ الفعل. و يُمكن أن يُؤدّي انخفاض الأداء الرياضي أيضًا إلى انخفاض التحفيز و زيادة مخاطر التعرّض للإصابات. و يُمكن أن يُؤدّي انخفاض الأداء الرياضي أيضًا إلى الشعور بالإحباط و عدم الرضا عن الذات.
و بالتالي، فإنّ الحصول على نوم كافٍ يُعدّ من العوامل الأساسية لبناء العضلات و تحسين الأداء الرياضي.
نصائح للحصول على نوم كافٍ
إليك بعض النصائح التي تساعدك على الحصول على نوم كافٍ:
- حدّد مواعيد مُنتظمة للنوم و الاستيقاظ سيساعدك ذلك على تنظيم ساعة جسمك البيولوجية، و تسهيل عملية النوم و الاستيقاظ. حاول الالتزام بهذه المواعيد حتى في عطلة نهاية الأسبوع. و يُنصح بالنوم و الاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم، حتى في أيام العطلة.
- جهّز غرفة نومك للنوم تأكّد من أنّ غرفة نومك هادئة و مظلمة و باردة. و استخدم ستائر تمنع دخول الضوء، و أغطية سرير مُريحة. و حافظ على نظافة غرفة نومك و تهويتها بشكل جيد. و يُنصح باستخدام سدادات الأذن أو قناع العين إذا كانت الضوضاء أو الضوء يُسبّبان لك مشكلة في النوم.
- تجنّب الكافيين و الكحول قبل النوم
يُمكن أن يُؤدّي الكافيين و الكحول إلى صعوبة النوم و انخفاض جودة النوم. تجنّب تناول القهوة و الشاي و مشروبات الطاقة و الكحول قبل النوم ب 4-6 ساعات. و يُنصح أيضًا بتجنّب تناول وجبات كبيرة قبل النوم مُباشرة.
تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام على تحسين جودة النوم، ولكن تجنّب ممارسة الرياضة قبل النوم مُباشرة. مارس الرياضة في الصباح أو بعد الظهر للحصول على أفضل النتائج. و يُنصح بممارسة التمارين الرياضية لمدّة 30 دقيقة على الأقل معظم أيام الأسبوع.
حاول الاسترخاء قبل النوم من خلال قراءة كتاب، أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة، أو أخذ حمام دافئ. تجنّب مشاهدة التلفاز أو استخدام الهاتف أو الكمبيوتر قبل النوم بساعة واحدة على الأقل. و يُمكن أيضًا ممارسة تمارين التنفس العميق أو تمارين الاسترخاء العضلي للمساعدة على الاسترخاء.
يمكن أن يساعد تناول وجبة خفيفة غنية بالبروتين و الكربوهيدرات قبل النوم على تحسين جودة النوم. من أمثلة الوجبات الخفيفة المناسبة: كوب من الحليب الدافئ مع العسل، أو شريحة من الخبز الأسمر مع الجبن قليل الدسم. و يُنصح بتجنّب تناول الأطعمة الحارة أو الدسمة قبل النوم.
يُمكن أن يُؤدّي النوم في النهار إلى صعوبة النوم في الليل. حاول الحد من قيلولة النهار إلى 30 دقيقة كحد أقصى.
إذا كنت تُعاني من صعوبة في النوم بشكل مُستمر، فاستشر الطبيب للتأكّد من عدم وجود أي مشاكل صحية تُؤثّر على نومك.
باتباع هذه النصائح، يمكنك الحصول على نوم كافٍ، و التمتّع بصحة جيدة، و تحسين أدائك الرياضي.
مراحل النوم و أهميتها لبناء العضلات
يمر الإنسان بعدّة مراحل من النوم خلال الليلة الواحدة، و لكل مرحلة أهميتها الخاصة لبناء العضلات و إصلاح الأنسجة. و تُقسم مراحل النوم إلى مرحلتين رئيسيتين:
- النوم غير السريع لحركة العين (NREM) و تُقسم هذه المرحلة إلى أربع مراحل:
- المرحلة الأولى هي مرحلة انتقالية بين اليقظة و النوم، و تستمر لبضع دقائق. و تتميّز هذه المرحلة بانخفاض معدّل ضربات القلب و تنفّس غير منتظم و ارتخاء العضلات. و يُمكن الاستيقاظ من هذه المرحلة بسهولة.
- المرحلة الثانية هي مرحلة النوم الخفيف، و تستمر حوالي 20 دقيقة. و تتميّز هذه المرحلة بانخفاض معدّل ضربات القلب و تنفّس منتظم و ارتخاء العضلات بشكل أكبر. و يُصبح الاستيقاظ من هذه المرحلة أصعب.
- المرحلة الثالثة و الرابعة هما مراحل النوم العميق، و يُفرز فيهما هرمون النمو بشكل أساسي. و تستمر هذه المراحل حوالي 60-90 دقيقة. و تتميّز هذه المراحل بانخفاض معدّل ضربات القلب و التنفّس و ارتخاء العضلات بشكل كامل، و صعوبة الاستيقاظ من النوم. و يُعدّ النوم العميق ضروريًا لإصلاح الأنسجة و تعزيز الجهاز المناعي.
- النوم السريع لحركة العين (REM) و هي المرحلة التي يحدث فيها الأحلام، و يُفرز فيها هرمون التيستوستيرون بشكل أساسي. و تستمر هذه المرحلة حوالي 90 دقيقة. و تتميّز هذه المرحلة بزيادة معدّل ضربات القلب و التنفّس و حركة العين السريعة، و شلل العضلات الإرادية. و يُعدّ النوم ال سريع لحركة العين (REM) ضروريًا للتعلّم و الذاكرة و التحكّم في العواطف.
و تتكرّر مراحل النوم عدّة مرات خلال الليلة الواحدة، و تزداد مدة مرحلة النوم ال سريع لحركة العين (REM) مع اقتراب الصباح. و تُعدّ مراحل النوم العميق و النوم ال سريع لحركة العين (REM) من أهم مراحل النوم لبناء العضلات و إصلاح الأنسجة.
الخاتمة
يُعدّ النوم الكافي ضروريًا لبناء العضلات و تحسين الأداء الرياضي. و يُساعد النوم على إصلاح الأنسجة العضلية التالفة و بناء أنسجة عضلية جديدة، و يُقلّل من مستويات هرمون الكورتيزول، و يُحسّن الأداء الرياضي. و يُنصح بالحصول على 7-9 ساعات من النوم يوميًا لضمان حصول الجسم على الراحة اللازمة لإصلاح الأنسجة و بناء العضلات.
و تذكّر أنّ النوم ليس مجرد راحة للجسم و العقل، بل هو عملية حيوية ضرورية للحفاظ على صحة الجسم و تحسين أدائه.