تغييرات المزاج أثناء الحمل

تغيرات المزاج أثناء الحمل   يُعدّ الحمل رحلةً استثنائيةً مليئة بالتغيرات الجسدية والنفسية، ومن أبرز هذه التغيرات تقلبات المزاج التي قد تُصاحب الحرأة خلال هذه الف…

مدونة أناقة صحية
المؤلف مدونة أناقة صحية
تاريخ النشر
آخر تحديث

تغيرات المزاج أثناء الحمل 

يُعدّ الحمل رحلةً استثنائيةً مليئة بالتغيرات الجسدية والنفسية، ومن أبرز هذه التغيرات تقلبات المزاج التي قد تُصاحب الحرأة خلال هذه الفترة. تُعدّ تغيرات المزاج أثناء الحمل أمرًا طبيعيًا وشائعًا، حيثُ تُشير الدراسات إلى أن ما يُقارب 70% من النساء الحوامل يُعانين من هذه التقلبات بدرجاتٍ متفاوتة.

تغييرات المزاج أثناء الحمل
تغييرات المزاج أثناء الحمل

 تختلف حدّة وطبيعة التقلبات المزاجية من امرأةٍ لأخرى، وقد تظهر في أيّ مرحلةٍ من مراحل الحمل، وتتأثر بعوامل عديدةٍ مثل التغيرات الهرمونية، والعوامل الوراثية، والتاريخ الشخصي مع الصحة النفسية. هذه الرحلة، على الرغم من جمالها، قد يصاحبها بعض التحديات، وتُعدّ تقلبات المزاج من أكثر هذه التحديات شيوعًا.

في هذا الدليل، سنخوض في تفاصيل تغيرات المزاج أثناء الحمل، ونستكشف أسبابها، ونستعرض أعراضها، ونقدم لكِ دليلاً شاملاً حول كيفية التعامل معها بفعالية. سنتناول أيضًا الفرق بين تقلبات المزاج الطبيعية واكتئاب الحمل، وسنقدم نصائح قيّمة للحفاظ على صحة الأم النفسية خلال هذه الفترة الهامة.

ما هي تغيرات المزاج أثناء الحمل؟

تُعرف تغيرات المزاج أثناء الحمل بأنها تحولات سريعة وغير متوقعة في الحالة المزاجية للمرأة الحامل. قد تشعر الحامل بالسعادة والفرح في لحظةٍ ما، ثمّ ينقلب مزاجها إلى الحزن أو الغضب أو القلق فجأةً ودون سابق إنذار. تُشبه هذه التغيرات ركوب قطار الموت العاطفي، حيث ترتفع وتنخفض المشاعر بشكلٍ مفاجئ.

قد تتساءل العديد من النساء الحوامل عن أسباب هذه التقلبات المزاجية. والإجابة تكمن في التغيرات الهائلة التي يطرأ على جسم المرأة أثناء فترة الحمل.

تلعب الهرمونات دورًا رئيسيًا في هذه التغيرات، حيث ترتفع مستويات هرمونَيْ الإستروجين والبروجستيرون بشكلٍ كبيرٍ خلال فترة الحمل، مما يؤثر على كيمياء الدماغ ويؤدي إلى تغيرات في المزاج. و لا تقتصر التغيرات على الهرمونات فقط، بل تشمل أيضًا تغيرات جسدية كبيرة مثل زيادة الوزن، وتغيرات في شكل الجسم، والتي قد تؤثر على ثقة المرأة بنفسها وتؤدي إلى تقلبات مزاجية.

أعراض تغيرات المزاج أثناء الحمل

تختلف أعراض تغيرات المزاج من امرأة إلى أخرى، وقد تتراوح بين البسيطة والشديدة. من أبرز هذه الأعراض:

  1. الشعور بالحزن والكآبة دون سبب واضح.
  2. فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعة في السابق.
  3. صعوبة التركيز واتخاذ القرارات.
  4. الشعور بالقلق والتوتر بشكلٍ مفرط.
  5. صعوبة النوم أو النوم بكثرة.
  6. التغيرات في الشهية، سواءً بالزيادة أو النقصان.
  7. الشعور بالغضب أو الانفعال بسهولة.
  8. فقدان الطاقة والشعور بالإرهاق.
  9. البكاء بسهولة.
  10. الرغبة في الانعزال عن الآخرين.

قد تظهر هذه الأعراض في أي وقت خلال فترة الحمل، وقد تستمر لبضعة أيام أو أسابيع. من المهم ملاحظة أن هذه الأعراض لا تُشير بالضرورة إلى وجود مشكلة خطيرة، لكن من الأفضل التحدث مع الطبيب إذا كانت شديدة أو مستمرة.

أسباب تغيرات المزاج أثناء الحمل

تُعزى تغيرات المزاج أثناء الحمل إلى مجموعة من العوامل المترابطة، منها:

  1. التغيرات الهرمونية  كما ذكرنا سابقًا، تحدث تغيرات هرمونية كبيرة أثناء فترة الحمل، وخاصة في مستويات هرمونَيْ الإستروجين والبروجستيرون. تؤثر هذه الهرمونات بشكل مباشر على المواد الكيميائية في الدماغ التي تتحكم في المزاج، مما يؤدي إلى تقلبات مزاجية.

  2. العوامل النفسية  يُعدّ الحمل فترة انتقالية كبيرة في حياة المرأة، وقد يصاحبها الكثير من الضغوط النفسية مثل القلق بشأن صحة الجنين، والخوف من الولادة، والتفكير في المسؤوليات الجديدة. تؤثر هذه الضغوط على حالة المرأة النفسية وتزيد من فرص حدوث تقلبات مزاجية.

  3. العوامل الجسدية  لا تقتصر التغيرات أثناء الحمل على النواحي الهرمونية والنفسية، بل تشمل أيضًا تغيرات جسدية كبيرة. تؤثر هذه التغيرات مثل زيادة الوزن، والتعب، والغثيان، وآلام الظهر، على راحة الحامل وقد تؤدي إلى الشعور بعدم الارتياح والضيق، مما ينعكس على حالتها المزاجية.

  4. التاريخ الشخصي والعائلي  تُصبح النساء اللواتي لديهنّ تاريخ عائليّ أو شخصيّ مع الاكتئاب، أو اضطراب ثنائي القُطب، أو اضطرابات القلق أكثر عرضةً للإصابة بتقلبات المزاج أثناء الحمل.

  5. التغذية ونمط الحياة  يُلعب نمط الحياة دورًا مُهمًا في الحفاظ على صحة الجسم والعقل. فالنظام الغذائي غير الصحي، ونقص النوم، والتدخين، وتناول الكحول، والخمول وعدم ممارسة الرياضة، جميعها عوامل قد تُساهم في زيادة حدة وتكرار تقلبات المزاج أثناء الحمل.

من المهم التأكيد على أن هذه العوامل قد تتقاطع مع بعضها البعض، وقد يختلفت أهمية كل عامل من امرأة لأخرى. لذا، من الضروري التواصل مع الطبيب لفهم الأسباب الكامنة وراء التقلبات المزاجية بشكل أفضل واتخاذ الإجراءات اللازمة.

كيفية التعامل مع تغيرات المزاج أثناء الحمل

على الرغم من أن تغيرات المزاج أثناء الحمل تُعد أمرًا طبيعيًا، إلا أن ذلك لا يعني التسليم لها وعدم محاولة التخفيف منها. إليكِ بعض النصائح الفعالة التي يمكنكِ اتباعها:

  • الحرص على النوم الكافي والراحة  يُعدّ النوم من أهم العوامل التي تؤثر على المزاج، ويصبح أكثر أهمية أثناء فترة الحمل. احصلي على قسطٍ وافٍ من النوم يوميًا، وحاولي الحصول على قيلولة قصيرة خلال النهار إذا أمكن.

  • اتباع نظامٍ غذائيّ صحيّ ومتوازن  يؤثر الغذاء بشكل مباشر على صحة الجسم والعقل، ويُعدّ اتباع نظامٍ غذائيّ صحيّ ومتوازن أثناء الحمل أمرًا حيويًا للأم والجنين. تناولي الوجبات الصحية التي تحتوي على الفواكه، والخضروات، والبروتينات، والحبوب الكاملة، وتجنبي الأطعمة المصنعة والسكريات.

  • ممارسة الرياضة بشكلٍ منتظم للرياضة فوائد صحية ونفسية عديدة، فهي تساعد على تحسين المزاج، وتقليل التوتر، وتحسين النوم. استشيري طبيبكِ حول التمارين المناسبة لكِ أثناء فترة الحمل.

  • مُمارسة تقنيات الاسترخاء تساعد تقنيات الاسترخاء مثل تمارين التنفس العميق، واليوغا، والتأمّل على تهدئة الأعصاب وتقليل التوتر والقلق. خصّصي بعض الوقت يوميًا لممارسة هذه التقنيات.

  • التواصل مع الآخرين وعدم الانعزال لا تستخفي بقوة الدعم الاجتماعي في هذه الفترة. تحدثي مع شريككِ، أو عائلتكِ، أو أصدقائكِ عن مشاعركِ وما تمرين به.

  • الابتعاد عن التدخين وتناول الكحول يُعدّ التدخين وتناول الكحول من العوامل الضارة بصحة الأم والجنين، ويجب الامتناع عنهما بشكل تام أثناء فترة الحمل.

  • طلب الدعم والمساعدة من المختصين لا تترددي في التواصل مع طبيبكِ أو اختصاصي نفسي إذا كانت التقلبات المزاجية شديدة أو مستمرة وتؤثر على حياتكِ اليومية.

تذكري أن التعامل مع تغيرات المزاج أثناء الحمل يتطلب الصبر والعناية بالذات. استمعي إلى جسمكِ، وتواصلي مع الآخرين، ولا تترددي في طلب المساعدة عند الحاجة.

الفرق بين تغيرات المزاج واكتئاب الحمل

من المهم التفريق بين تغيرات المزاج الطبيعية أثناء الحمل و اكتئاب الحمل، وهي حالة أكثر خطورة تتطلب التدخل العلاجي. فيما يلي جدول يوضح الفرق بينهما:

تغيرات المزاج أثناء الحمل اكتئاب الحمل
تغيراتٌ سريعةٌ ومؤقتةٌ في المزاج، تختفي خلال بضعة أيام أو أسبوع. شعورٌ مستمرٌ بالحزن والكآبة يستمر لأكثر من أسبوعين ولا يختفي بسهولة.
لا تُؤثّر بشكلٍ كبيرٍ على الحياة اليومية. تُؤثّر بشكلٍ سلبي على قدرة الحامل على أداء مهامها اليومية، وتُعيق حياتها الطبيعية.
تتحسّن مع الوقت واتّباع بعض النصائح المذكورة أعلاه. لا تتحسن مع الوقت وتتطلب التدخل العلاجي من قبل المختصين.
لا تتطلب بالضرورة تدخّلًا طبيًا. تتطلب استشارة الطبيب أو اختصاصي نفسي لتشخيص الحالة وتحديد العلاج المناسب.

إذا كنتِ تعانين من أعراض اكتئاب الحمل، فتواصلي مع طبيبكِ على الفور. لا تستخفي بهذه الحالة، فالعلاج المبكر يساهم بشكلٍ كبير في التخفيف من الأعراض وتحسين جودة حياتكِ.

نصائح للحفاظ على صحة الأم النفسية

إليكِ بعض النصائح الفعّالة التي يمكنكِ اتّباعها للحفاظ على صحتكِ النفسية خلال فترة الحمل:

  • تثقيف نفسكِ حول الحمل والتغيرات التي يُحدثها  تُعد المعرفة سلاحًا قويًا في مواجهة التحديات، وحين تفهمين التغيرات التي يمرّ بها جسمكِ أثناء الحمل، ستكونين أكثر قدرة على التعامل معها بهدوء وثقة.

  • الاهتمام بالصحة الجسدية  إنّ الاهتمام بالصحة الجسدية ينعكس بشكلٍ إيجابي على الصحة النفسية. احرصي على تناول الطعام الصحي، وممارسة الرياضة، والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.

  • مُمارسة الأنشطة المُمتعة خصصي وقتًا للقيام بالأنشطة التي تُسعدكِ وتُشعركِ بالاسترخاء، مثل القراءة، الاستماع إلى الموسيقى، قضاء الوقت مع الأصدقاء، أو ممارسة هواياتكِ المفضّلة.

  • طلب الدعم من الشريك والأقارب والأصدقاء لا تتحملي أعباء الحمل والتغيرات التي يُحدثها وحدكِ. شاركي مشاعركِ مع شريككِ، واطلبي الدعم من عائلتكِ وأصدقائكِ.

  • التواصل مع طبيبٍ نفسيّ أو اختصاصي إذا كنتِ تشعرين بأنّ التغيرات المزاجية تؤثر بشكلٍ سلبي على حياتكِ، فلا تترددي في طلب المساعدة من المختصين.

تذكري أن الاهتمام بنفسكِ أثناء فترة الحمل ليس أمرًا ثانويًا، بل هو ضرورة لكِ ولطفلكِ.

متى يجب عليكِ استشارة الطبيب؟

في بعض الحالات، تتطلب تغيرات المزاج أثناء الحمل استشارة الطبيب. يجب التواصل مع الطبيب في الحالات التالية:

  1. استمرار أعراض تغيرات المزاج لأكثر من أسبوعين دون تحسن.
  2. الشعور بالاكتئاب الشديد أو وجود أفكار سلبية تُلحّ عليكِ.
  3. صعوبة شديدة في التركيز أو أداء المهام اليومية.
  4. فقدان الاهتمام بالأنشطة المُفضّلة والعزلة عن الآخرين.
  5. التغيرات الشديد في الشهية أو النوم.
  6. الشعور بالذنب أو العار أو انعدام القيمة.
  7. ظهور أعراض أخرى مثل الهلوسة أو الأوهام.

لا تترددي في طلب المساعدة الطبية إذا شعرتِ بأي من هذه الأعراض، فالطبيب هو الشخص الأنسب لتقييم حالتكِ وتقديم العلاج المناسب.

الخاتمة

 تُعدّ تغيرات المزاج أثناء الحمل أمرًا شائعًا ويحدث للعديد من النساء. لا تقلقي إذا مررتِ بهذه التجربة، فمعظم النساء يتمكنّ من التعامل معها بنجاح وتستمر حياتهن بشكل طبيعي. تذكري أن هذه المرحلة مؤقتة وسوف تنتهي بمجرد إنجابكِ طفلكِ.

احرصي على اتباع نمط حياةٍ صحيّ، ومُمارسة التمارين الرياضية، والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم. لا تترددي في التواصل مع الآخرين، سواءً كانوا أفراد عائلتكِ، أو أصدقائكِ، أو حتى مختصين في مجال الصحة النفسية. تذكري أنّ الاهتمام بنفسكِ أثناء الحمل هو أفضل هدية يمكنكِ تقديمها لطفلكِ.

تعليقات

عدد التعليقات : 0