متى تبدأ حركة الجنين؟

متى تبدأ حركة الجنين؟ تُعدّ حركة الجنين من أكثر اللحظات ترقّباً وإثارةً للأمهات الحوامل، فهي بمثابة أول لغة تواصل بين الأم وطفلها المنتظر، نسمع نبضات قلبه الصغيرة …

مدونة أناقة صحية
المؤلف مدونة أناقة صحية
تاريخ النشر
آخر تحديث

متى تبدأ حركة الجنين؟

تُعدّ حركة الجنين من أكثر اللحظات ترقّباً وإثارةً للأمهات الحوامل، فهي بمثابة أول لغة تواصل بين الأم وطفلها المنتظر، نسمع نبضات قلبه الصغيرة ونراقب نموه من خلال التصوير بالموجات فوق الصوتية، لكنّ الشعور الأول بركلاته الخفيفة يُشكّل منعطفاً مميزاً في رحلة الحمل. تتساءل الكثيرات عن موعد بدء حركة الجنين، وكيفية التفريق بينها وبين الغازات، وما هي العوامل التي قد تؤثر على حركة الجنين. في هذا المقال، سنخوض في رحلةٍ شيّقة ونستكشف سويّاً مراحل تطور حركة الجنين، ونُجيب على أهمّ الأسئلة التي تشغل الأمهات.

متى تبدأ حركة الجنين؟
متى تبدأ حركة الجنين؟

تختلف تجرُبة كلّ أمّ عن الأخرى، فقد تشعر بعض الأمهات بحركة الجنين في وقتٍ مبكّر، بينما تتأخّرُ هذه اللحظة لدى أخريات. لا يُعدّ ذلك مُؤشّراً على وجود أيّ مشكلة، بل هو مجرد اختلافٍ طبيعيٍّ بين حملٍ وآخر. لكنّ معرفة متى تبدأ حركة الجنين وما هي أنماط الحركة الطبيعية يمكن أن يُخفّف من قلق الكثيرات ويُقرّبهنّ أكثر من أطفالهنّ الذين لم يُولدوا بعد.

متى تبدأ حركة الجنين؟

تبدأ حركة الجنين في الرحم في مراحل مبكرة جداً من الحمل، حتى قبل أن تدرك الأم وجود ذلك الكائن الصغير الذي ينمو في داخلها. إلا أنّ الأم لا تستطيع الشعور بتلك الحركات إلا بعد مرور عدة أسابيع. يُمكن تقسيم مراحل تطور حركة الجنين إلى ما يلي:

المرحلة الأولى (الأسبوع 7-8) تبدأ حركة الجنين في هذه المرحلة بشكلٍ بدائيٍّ جداً، حيث يبدأ الجنين في التقلّب والتحرّك بشكلٍ عفويٍّ داخل السائل الأمنيوسي. في هذه المرحلة، تكون حركة الجنين أشبه بحركة السمك الصغير في الماء. لا تستطيع الأم الشعور بتلك الحركات في هذه المرحلة.
المرحلة الثانية (الأسبوع 16-20) تزداد حركة الجنين وضوحاً في هذه المرحلة، حيث تبدأ عضلاته في التطور، ويصبح قادراً على تحريك أطرافه ورأسه بشكلٍ أفضل. تكون حركاته أشبه بركلاتٍ خفيفةٍ أو دغدغاتٍ من الدّاخل، تُشبه إلى حدٍّ ما الشعور بفقاعات الهواء أو حركة الغازات في البطن. قد تبدأ بعض الأمهات في الشعور بحركة الجنين في هذه المرحلة، خاصةً الأمهات اللواتي سبق لهنّ الحمل.
المرحلة الثالثة (الأسبوع 24-28) تُعدّ هذه المرحلة من أكثر المراحل نشاطاً للجنين، حيث تُصبح حركاته أقوى وأكثر انتظاماً. تستطيع معظم الأمهات الشعور بحركة الجنين بوضوحٍ في هذه المرحلة، وتُصبح تلك الحركات جزءاً أساسياً من التواصل بين الأم وجنينها. يتحوّل الشعور بحركة الجنين من مجرد دغدغاتٍ خفيفةٍ إلى ركلاتٍ واضحةٍ يمكن للأم أن تُحدّد مكانها وشدّتها.
المرحلة الرابعة (الأسبوع 32 فما فوق) تستمر حركة الجنين في التغيّر مع اقتراب موعد الولادة، حيث يصبح الجنين أكبر حجماً وتقلّ مساحة حركته داخل الرحم. قد تلاحظ الأم أنّ حركة الجنين أصبحت أقلّ قوةً وتكراراً، إلا أنّها لا تزال مُؤشّراً مُهمّاً على صحّة الجنين.

تُعدّ حركة الجنين نافذةً سحريةً تُطلّ بها الأم على عالم طفلها الذي ينمو في داخلها، وتُشكّل تلك الحركات علامةً مُطمئنةً على صحّة ونموّ الجنين. لذا، من المهم مُتابعة حركة الجنين بشكلٍ منتظم، وإبلاغ الطبيب في حال ملاحظة أيّ تغيّرٍ غير طبيعيٍّ في نمط حركته.

كيف أُفرّق بين حركة الجنين والغازات؟

قد تجد بعض الأمهات، خاصةً في بداية الحمل، صعوبةً في التفريق بين حركة الجنين والغازات. فكلاهما قد يُسبّب شعوراً بالتحرّك أو الرفرفة في منطقة البطن. لكن بإمكانك تمييز حركة الجنين من خلال النّقاط التالية:

مكان الحركة عادةً ما تكون حركة الجنين في الجزء السفلي من البطن، تحديداً تحت السُرّة، بينما تكون الغازات أكثر انتشاراً في الجزء العلوي من البطن وفي منطقة الأضلاع.
نوع الحركة تُشبه حركة الجنين الرفرفة أو الركل، وتكون أكثر وضوحاً وشدّة مع تقدّم الحمل، بينما تكون الغازات أقرب إلى الشعور بالفقاعات أو التشنّجات، وقد تكون مؤلمةً أحياناً.
تكرار الحركة تزداد حركة الجنين وضوحاً وتكراراً مع تقدّم الحمل، خاصّةً في الساعات المتأخّرة من اليوم وعندما تكون الأم في حالة استرخاء، بينما تكون الغازات أقلّ انتظاماً وقد تحدث في أيّ وقتٍ من اليوم.

إذا كنتِ غير متأكّدة من طبيعة الحركة التي تشعرين بها، فلا تتردّدي في استشارة طبيبكِ. ففهم طبيعة حركة الجنين يساعدكِ على التواصل معه بشكلٍ أفضل ويُساعد طبيبكِ على متابعة نموّه بشكلٍ سليم.

العوامل التي قد تؤثر على حركة الجنين

تتأثّر حركة الجنين بعدّة عوامل داخلية وخارجية، منها ما يتعلّق بالجنين نفسه ومنها ما يرتبط بصحّة الأم وعاداتها اليومية. من أبرز هذه العوامل:

وضع الجنين يُمكن أن يؤثّر وضع الجنين داخل الرحم على مدى شعور الأم بحركته. فقد تقلّ حركة الجنين إذا كان في وضعٍ غير مُناسب، مثل أن يكون ظهره مُلتصقاً بظهر الأم. أمّا إذا كان بطنه مُلتصقاً ببطن أمه، فقد تشعر الأم بركلاته بشكلٍ أوضح.
مستوى السائل الأمنيوسي يُحيط بالجنين داخل الرحم سائلٌ يُسمّى السائل الأمنيوسي، يقوم بحمايته ويُساعده على الحركة بحرّية. وقد تقلّ حركته إذا كان مستوى السائل قليلاً.
نمط حياة الأم تلعب عادات الأم اليومية ونظامها الغذائي دوراً مهماً في نشاط الجنين وحركته. قد تؤثر بعض العوامل المتعلّقة بنظام حياة الأم على حركة الجنين، مثل التدخين، وتناول الكحول، ونقص الوزن أو زيادته بشكلٍ مُفرط.
مستوى نشاط الأم  عندما تكون الأم نشطةً وتتحرّك بكثرة، فإنّ اهتزاز جسمها قد يهدّئ من حركة الجنين ويجعله ينام. بينما عندما تستلقي الأم للراحة، يزداد نشاط الجنين وتصبح حركاته أكثر وضوحاً.
بعض الحالات الصحيّة قد تكون حركة الجنين أقلّ نشاطاً في بعض الحالات الصحيّة التي تُصيب الأم أو الجنين، مثل فقر الدم، وسكّري الحمل، والتشوّهات الخَلقيّة.
مراحل نمو الجنين تختلف حركة الجنين من مرحلة أخرى خلال فترة الحمل، ففي البداية تكون حركاته خفيفةً غير منتظمة، ثمّ تصبح أكثر قوةً وتكراراً، ثمّ تعود وتقلّ مع اقتراب موعد الولادة بسبب ضيق المكان.

من المهم مُتابعة حركة الجنين بشكلٍ منتظم، وإبلاغ الطبيب في حال ملاحظة أيّ تغيّرٍ غير طبيعيٍّ في نمط حركته، وذلك للتأكّد من سلامة الجنين واتّخاذ الإجراءات الطبية اللازمة في حال وجود أيّ مشكلة.

نصائح للتواصل مع الجنين وتحفيز حركته

تُشكّل حركة الجنين أول وسائل التواصل بين الأم وطفلها، فرغم أنّه لا يزال في عالمه الخاص داخل الرحم، إلا أنّه يستطيع الشعور بأمه والاستجابة لمؤثراتٍ معيّنة. وإليكِ بعض النّصائح التي تُساعدكِ على التواصل معه وتحفيز حركته:

التحدّث إلى الجنين يبدأ الجنين في السمع في مراحل مبكرة من الحمل، ويمكنكِ التواصل معه من خلال التحدّث إليه بصوتٍ هادئٍ رقيق، وقراءة القصص، وتشغيل الموسيقى الهادئة.
تناول وجبات خفيفة قد تُحفّز زيادة مستوى السكّر في الدم حركة الجنين. يمكنكِ تناول وجبةٍ خفيفةٍ غنيّةٍ بالبروتين أو الكربوهيدرات المُعقّدة، مثل الفاكهة أو المكسّرات أو الزبادي.
الاستلقاء على الجانب الأيسر يُحسّن الاستلقاء على الجانب الأيسر تدفّق الدم إلى الجنين، مما قد يُحفّز حركته. كما يُساعد هذا الوضع على تحسين وصول الأكسجين والغذاء إلى الجنين.
تدليك البطن يُمكنكِ تدليك بطنكِ بلطفٍ بحركاتٍ دائريةٍ لتحفيز حركة الجنين. يُمكنكِ أيضاً الضّغط بلطفٍ على بطنكِ ومحاولة الشعور بردّة فعل جنينكِ.
ممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة يُمكن أن تُساعد ممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة، مثل المشي البطيء أو تمارين الحمل المُخصّصة، على تحفيز حركة الجنين.
التعرّض للضوء يُمكن للجنين أن يميز الضوء من خلال جلد بطن أمه، لذلك يمكنكِ تسليط ضوءٍ خافتٍ على بطنكِ لمحاولة لفت انتباهه.
الاسترخاء وتخفيف التوتّر تؤثّر حالة الأم النّفسية على جنينها، فالتوتّر والقلق قد يُقلّلان من نشاط الجنين. حاولي الاسترخاء وتخصيص وقتٍ للتأمّل أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة.

تذكّري دائماً أنّ كلّ حملٍ فريدٌ من نوعه، وقد يختلف نمط حركة الجنين من أمٍّ إلى أخرى. لذا، من المهم التواصل مع طبيبكِ ومُناقشته في أيّ مخاوف أو استفسارات تتعلّق بحركة جنينكِ.

متى تُصبح حركة الجنين مُقلقة؟

بينما تُعدّ حركة الجنين أمراً مُطمئناً بشكلٍ عام، إلا أنّ هناك بعض الحالات التي تستدعي مُراجعة الطبيب فور ملاحظتها، منها:

انخفاض حركة الجنين بشكلٍ ملحوظ  إذا لاحظتِ انخفاضاً مُفاجئاً وكبيراً في حركة الجنين، خاصةً بعد الأسبوع 28 من الحمل، فيجب عليكِ مُراجعة الطبيب فوراً. فقد يدلّ ذلك على وجود مشكلة تتطلّب العناية الطبية.
غياب حركة الجنين بشكلٍ تام  إذا لم تشعري بأيّ حركةٍ للجنين لمدة 12 ساعةً أو أكثر، فيجب عليكِ التوجّه إلى أقرب مستشفى على الفور. فغياب حركة الجنين لفترةٍ طويلةٍ قد يدلّ على وجود خطرٍ على حياته.
ظهور حركاتٍ غير طبيعيّة إذا لاحظتِ ظهور حركاتٍ جديدةٍ أو غير طبيعيّةٍ للجنين، مثل حركاتٍ مُفاجئةٍ وقصيرةٍ ومتكرّرة، أو إذا كانت حركاته تُسبب لكِ ألماً شديداً، فيجب عليكِ مُراجعة الطبيب.

الخاتمة

  تُعدّ حركة الجنين من أهمّ المُؤشّرات على صحّته ونُمّوه بشكلٍ طبيعيٍّ داخل الرحم. لذا، من الضروري مُتابعة حركته بشكلٍ منتظم، وإبلاغ الطبيب فور ملاحظة أيّ تغيّرٍ غير طبيعيٍّ في نمط حركته. لا تستبدلي نصائح الطبيب بأيّ معلوماتٍ تحصلين عليها من مُحيطكِ أو من خلال الإنترنت، واحرصي دائماً على مُراجعة مصادر موثوقةٍ للحصول على معلوماتٍ دقيقةٍ وشاملةٍ.

تعليقات

عدد التعليقات : 0