مكملات غذائية لإنقاص الوزن فوائدها وأضرارها
في عصرنا الحالي، مع انتشار أنماط الحياة السريعة و الوجبات السريعة، أصبح فقدان الوزن هدفًا يسعى إليه الكثيرون. و مع تزايد الضغوط للحصول على قوام رشيق، يلجأ بعض الأشخاص إلى استخدام مكملات غذائية لإنقاص الوزن، أملاً في تسريع عملية حرق الدهون و فقدان الوزن بشكل أسرع. ولكن هل تُعدّ هذه المكملات حلًا سحريًا لفقدان الوزن؟ وما هي فوائدها و أضرارها؟
مكملات غذائية لإنقاص الوزن فوائدها وأضرارها |
سنتناول في هذا المقال بشكل مُفصّل كل ما يتعلق بمكملات إنقاص الوزن، بدءًا من أنواعها و فوائدها المُحتملة و أضرارها المُحتملة، و إنتهاءً بنصائح لاختيار مكملات غذائية آمنة و فعّالة.
تُعرّف المكملات الغذائية بأنّها منتجات تحتوي على عناصر غذائية مُركّزة، مثل الفيتامينات و المعادن و الأعشاب و الأحماض الأمينية، و تهدف إلى تكملة النظام الغذائي و توفير العناصر الغذائية التي قد يفتقر إليها الجسم. و تُستخدم بعض المكملات الغذائية لإنقاص الوزن من خلال عدّة آليات، منها:
- زيادة الشعور بالشبع من خلال زيادة حجم الطعام في المعدة أو إبطاء عملية الهضم.
- زيادة معدّل الأيض عن طريق تحفيز الجسم على حرق السعرات الحرارية بمعدل أسرع.
- تقليل امتصاص الدهون من خلال منع امتصاص الدهون من الأمعاء.
- حرق الدهون من خلال تحفيز الجسم على تحويل الدهون المُخزّنة إلى طاقة.
- كبح الشهية من خلال التأثير على الهرمونات التي تتحكّم في الشعور بالجوع و الشبع.
فوائد المكملات الغذائية لإنقاص الوزن
يُمكن أن تُساعد بعض المكملات الغذائية على إنقاص الوزن من خلال:
- زيادة الشعور بالشبع: تحتوي بعض المكملات الغذائية، مثل الألياف و البروتين، على خصائص تُساعد على زيادة الشعور بالشبع، مما يُقلّل من كمية الطعام المتناولة. فعلى سبيل المثال، تُساعد الألياف على امتصاص الماء في المعدة، مما يُؤدّي إلى زيادة حجم الطعام و الشعور بالشبع. و يُساعد البروتين على إبطاء عملية الهضم، مما يُؤدّي إلى الشعور بالشبع لفترة أطول.
- زيادة معدّل الأيض تُساعد بعض المكملات الغذائية، مثل الكافيين و الشاي الأخضر، على زيادة معدّل الأيض، مما يُساعد على حرق السعرات الحرارية. فعلى سبيل المثال، يُحفّز الكافيين الجهاز العصبي و يُزيد من معدّل ضربات القلب، مما يُؤدّي إلى زيادة معدّل الأيض. و يحتوي الشاي الأخضر على مادة الكاتيكين، و التي تُساعد على زيادة معدّل الأيض.
- تقليل امتصاص الدهون تُساعد بعض المكملات الغذائية، مثل الكيتوزان، على تقليل امتصاص الدهون من الأمعاء. فعلى سبيل المثال، يرتبط الكيتوزان بالدهون في الأمعاء و يمنع امتصاصها.
- حرق الدهون تُساعد بعض المكملات الغذائية، مثل حمض اللينوليك المُزوّج (CLA)، على حرق الدهون. فعلى سبيل المثال، يُحفّز حمض اللينوليك المُزوّج الجسم على تحويل الدهون المُخزّنة إلى طاقة.
- كبح الشهية تُساعد بعض المكملات الغذائية، مثل مستخلص حبوب البن الأخضر، على كبح الشهية. فعلى سبيل المثال، يحتوي مستخلص حبوب البن الأخضر على حمض الكلوروجينيك، و الذي يُعتقد أنّه يُقلّل من امتصاص السكر في الأمعاء و يُساعد على كبح الشهية.
و لكن، من المهم ملاحظة أنّ هذه الفوائد لا تزال قيد الدراسة، و أنّ النتائج تختلف من شخص إلى آخر. و يُنصح باستشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل تناول أي مكمل غذائي لإنقاص الوزن. و يُنصح أيضًا بدمج استخدام المكملات الغذائية مع نظام غذائي صحي و ممارسة التمارين الرياضية بانتظام للحصول على أفضل النتائج.
أضرار المكملات الغذائية لإنقاص الوزن
على الرغم من الفوائد المُحتملة لبعض المكملات الغذائية لإنقاص الوزن، إلا أنّها قد تُسبّب بعض الآثار الجانبية و المضاعفات الصحية، خاصةً عند استخدامها بشكل خاطئ أو لفترات طويلة. و من أبرز أضرار المكملات الغذائية لإنقاص الوزن:
- مشاكل في الجهاز الهضمي يُمكن أن تُسبّب بعض المكملات الغذائية مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل الإسهال و الإمساك و الغازات و الانتفاخ و الغثيان و القيء. و تحدث هذه المشاكل عادةً بسبب عدم تحمّل بعض المكوّنات الموجودة في المكملات الغذائية، أو بسبب تناول جرعات عالية منها.
- مشاكل في القلب يُمكن أن تُسبّب بعض المكملات الغذائية مشاكل في القلب، مثل زيادة معدّل ضربات القلب و ارتفاع ضغط الدم و اضطراب نظم القلب. و تحدث هذه المشاكل عادةً بسبب احتواء بعض المكملات الغذائية على مُنشّطات، مثل الكافيين و الإيفيدرين.
- مشاكل في الكبد يُمكن أن تُسبّب بعض المكملات الغذائية مشاكل في الكبد، مثل التهاب الكبد و تلف الكبد. و تحدث هذه المشاكل عادةً بسبب احتواء بعض المكملات الغذائية على مكوّنات سامّة للكبد، أو بسبب تناول جرعات عالية منها.
- مشاكل في الكلى يُمكن أن تُسبّب بعض المكملات الغذائية مشاكل في الكلى، مثل حصوات الكلى و الفشل الكلوي. و تحدث هذه المشاكل عادةً بسبب احتواء بعض المكملات الغذائية على مكوّنات تُؤثّر على وظائف الكلى، أو بسبب تناول جرعات عالية منها.
- التفاعلات الدوائية يُمكن أن تتفاعل بعض المكملات الغذائية مع بعض الأدوية، مما يُؤدّي إلى آثار جانبية خطيرة. و لذلك، من المهم إخبار الطبيب بجميع الأدوية التي تتناولها قبل تناول أي مكمل غذائي.
- الاعتماد و الإدمان يُمكن أن يُؤدّي تناول بعض المكملات الغذائية إلى الاعتماد و الإدمان، خاصةً المكملات الغذائية التي تحتوي على مُنشّطات. و لذلك، من المهم تجنّب تناول هذه المكملات لفترات طويلة، و التدرّج في التوقّف عن تناولها تحت إشراف الطبيب.
- التسمّم يُمكن أن يُؤدّي تناول جرعات عالية من بعض المكملات الغذائية إلى التسمّم، و الذي قد يُؤدّي إلى الوفاة في بعض الحالات. و لذلك، من المهم الالتزام بالجرعات المُوصى بها من قبل الشركة المُصنّعة أو الطبيب.
و يُنصح بالتوقّف عن تناول المكمل الغذائي و استشارة الطبيب فورًا في حالة ظهور أي آثار جانبية. و يُنصح أيضًا بتجنّب تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على مكوّنات غير معروفة أو غير مُرخّصة.
أنواع المكملات الغذائية لإنقاص الوزن
تُوجد أنواع عديدة من المكملات الغذائية التي تُستخدم لإنقاص الوزن، و تختلف هذه الأنواع في آليات عملها و مكوّناتها و فوائدها و أضرارها. و من أشهر أنواع المكملات الغذائية لإنقاص الوزن:
- الكافيين يُعدّ الكافيين من أكثر المكملات الغذائية شيوعًا لإنقاص الوزن، حيث يُساعد على زيادة معدّل الأيض و حرق السعرات الحرارية. و يُوجد الكافيين في القهوة و الشاي و مشروبات الطاقة و الشوكولاتة الداكنة. و يُمكن أن يُسبّب الكافيين بعض الآثار الجانبية، مثل الأرق و القلق و زيادة معدّل ضربات القلب.
- الشاي الأخضر يحتوي الشاي الأخضر على مضادات أكسدة تُساعد على زيادة معدّل الأيض و حرق الدهون. و يُمكن تناول الشاي الأخضر على شكل مشروب أو مكمل غذائي. و يُمكن أن يُسبّب الشاي الأخضر بعض الآثار الجانبية، مثل الأرق و الغثيان و الصداع.
- الألياف تُساعد الألياف على زيادة الشعور بالشبع و تحسين عملية الهضم. و تُوجد الألياف في الفواكه و الخضروات و الحبوب الكاملة و البقوليات. و يُمكن تناول الألياف على شكل مكمل غذائي، مثل بذور الكتان و بذور الشيا و قشور السيلليوم. و يُمكن أن تُسبّب الألياف بعض الآثار الجانبية، مثل الغازات و الانتفاخ.
- البروتين يُساعد البروتين على بناء العضلات و زيادة الشعور بالشبع. و يُوجد البروتين في اللحوم و الدواجن و الأسماك و البيض و البقوليات و المكسّرات. و يُمكن تناول البروتين على شكل مكمل غذائي، مثل مصل اللبن و الكازين و بروتين الصويا. و يُمكن أن يُسبّب البروتين بعض الآثار الجانبية، مثل الإمساك و الجفاف.
- الكيتوزان يُستخلص الكيتوزان من قشور المحار، و يُساعد على تقليل امتصاص الدهون من الأمعاء. و يُمكن تناول الكيتوزان على شكل مكمل غذائي. و يُمكن أن يُسبّب الكيتوزان بعض الآثار الجانبية، مثل الغثيان و الانتفاخ.
- حمض اللينوليك المُزوّج (CLA) يُوجد حمض اللينوليك المُزوّج في اللحوم و منتجات الألبان، و يُساعد على حرق الدهون و بناء العضلات. و يُمكن تناول حمض اللينوليك المُزوّج على شكل مكمل غذائي. و يُمكن أن يُسبّب حمض اللينوليك المُزوّج بعض الآثار الجانبية، مثل الغثيان و الإسهال.
- مستخلص حبوب البن الأخضر يحتوي مستخلص حبوب البن الأخضر على حمض الكلوروجينيك، و الذي يُعتقد أنّه يُقلّل من امتصاص السكر في الأمعاء و يُساعد على كبح الشهية. و يُمكن تناول مستخلص حبوب البن الأخضر على شكل مكمل غذائي. و يُمكن أن يُسبّب مستخلص حبوب البن الأخضر بعض الآثار الجانبية، مثل الصداع و الأرق.
و من المهم ملاحظة أنّ هذه المكملات الغذائية لا تُعدّ بديلاً عن النظام الغذائي الصحي و ممارسة التمارين الرياضية، و أنّ استخدامها يجب أن يكون تحت إشراف الطبيب أو أخصائي التغذية.
نصائح لاختيار مكملات غذائية آمنة لفقدان الوزن
عند اختيار مكملات غذائية لفقدان الوزن، يُنصح بمراعاة النقاط التالية:
- استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل تناول أي مكمل غذائي، يُنصح باستشارة الطبيب أو أخصائي التغذية للتأكّد من أنّ المكمل الغذائي آمن و مُناسب للحالة الصحية، و للتأكّد من عدم وجود أي تفاعلات دوائية مُحتملة.
- شراء المكملات الغذائية من مصادر موثوقة تأكد من شراء المكملات الغذائية من مصادر موثوقة و مرخّصة، و تجنّب شراء المكملات الغذائية من الباعة المتجولين أو من مصادر غير معروفة. و يُفضّل شراء المكملات الغذائية من الصيدليات أو المتاجر المُتخصّصة في بيع المكملات الغذائية.
- قراءة ملصق المنتج تأكد من قراءة ملصق المنتج بعناية قبل تناول المكمل الغذائي، و التعرّف على مُكوّناته و جرعته و طريقة استخدامه و الآثار الجانبية المُحتملة. و تجنّب تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على مكوّنات غير معروفة أو غير مُرخّصة.
- التوقّف عن تناول المكمل الغذائي في حالة ظهور أي آثار جانبية في حالة ظهور أي آثار جانبية بعد تناول المكمل الغذائي، يُنصح بالتوقّف عن تناوله و استشارة الطبيب فورًا. و يُنصح أيضًا بإبلاغ الطبيب بجميع المكملات الغذائية التي تتناولها، حتى يتمكن من تقييم حالتك الصحية بشكل دقيق.
و تذكّر أنّ المكملات الغذائية لا تُعدّ حلًا سحريًا لفقدان الوزن، و أنّ اتّباع نظام غذائي صحي و ممارسة التمارين الرياضية بانتظام هما أفضل الطرق لفقدان الوزن بشكل صحي و آمن. و يُمكن أن تُساعد المكملات الغذائية على دعم جهود فقدان الوزن، ولكن يجب استخدامها بحذر و تحت إشراف الطبيب أو أخصائي التغذية.
الخاتمة
يُمكن أن تُساعد بعض المكملات الغذائية على إنقاص الوزن، ولكن يجب استخدامها بحذر و تحت إشراف الطبيب أو أخصائي التغذية. و من المهم ملاحظة أنّ المكملات الغذائية لا تُعدّ بديلاً عن النظام الغذائي الصحي و ممارسة التمارين الرياضية. و يُنصح باختيار مكملات غذائية آمنة و فعّالة، و التوقّف عن تناولها في حالة ظهور أي آثار جانبية. و تذكّر أنّ فقدان الوزن بشكل صحي و آمن يتطلّب الوقت و الجهد و الالتزام.