متى يتم تحديد جنس الجنين
تُعدّ فترة الحمل رحلة مليئة بالتشويق و الانتظار ل لأهل، و من أكثر الأسئلة التي تُثير فضولهم هو "متى يتم تحديد جنس الجنين؟". و على الرغم من أنّ الجواب العلمي واضح و مُحدّد، إلا أنّ العديد من الخرافات و المعتقدات الشعبية لا تزال تُحيط بهذا الموضوع. و سنُناقش في هذا المقال بشكل مُفصّل متى يتم تحديد جنس الجنين علميًا، و الطرق المُختلفة لمعرفة جنس الجنين، و مدى دقّة كل طريقة، و بعض الخرافات الشائعة حول تحديد جنس الجنين.
متى يتم تحديد جنس الجنين |
و سنُقدّم لكِ معلومات علمية دقيقة و موثوقة تُساعدكِ على فهم هذه المرحلة المُهمّة من الحمل، و التخلّص من القلق و الارتباك الذي قد يُصاحبها.
متى يتم تحديد جنس الجنين علميًا؟
يتم تحديد جنس الجنين في لحظة الإخصاب، و ذلك عند التقاء البويضة بالحيوان المنوي. و تحمل البويضة كروموسوم X واحد، بينما يحمل الحيوان المنوي إمّا كروموسوم X أو كروموسوم Y. و إذا التقى الحيوان المنوي الذي يحمل كروموسوم X بالبويضة، فإنّ الجنين سيكون أنثى (XX). و إذا التقى الحيوان المنوي الذي يحمل كروموسوم Y بالبويضة، فإنّ الجنين سيكون ذكرًا (XY). و يُحدّد نوع الكروموسوم الذي يحمله الحيوان المنوي جنس الجنين.
و بالتالي، فإنّ جنس الجنين يتم تحديده في لحظة الإخصاب و لا يُمكن تغييره بعد ذلك. و لا يُمكن التحكّم في جنس الجنين من خلال الطعام أو الوضعية الجنسية أو أي عوامل أخرى، فهو عملية طبيعية عشوائية تعتمد على الصدفة و حظ ال DNA.
طرق معرفة جنس الجنين
تتعدّد الطرق التي يُمكن من خلالها معرفة جنس الجنين خلال فترة الحمل، و تختلف هذه الطرق في دقّتها و وقت إجرائها. و من أبرز هذه الطرق:
- فحص السونار يُعدّ فحص السونار من أكثر الطرق دقّة لمعرفة جنس الجنين، و يُمكن إجراؤه بدءًا من الأسبوع 18-20 من الحمل. و يعتمد فحص السونار على استخدام الموجات فوق الصوتية لتكوين صورة للجنين داخل الرحم، و يُمكن من خلال هذه الصورة تحديد جنس الجنين من خلال مُلاحظة الأعضاء التناسلية الخارجية. و تبلغ دقّة فحص السونار حوالي 95%. و تعتمد دقّة فحص السونار على عدّة عوامل، منها خبرة الطبيب و وضعية الجنين و كمية السائل الأمنيوسي و جودة جهاز السونار المُستخدَم. و في بعض الحالات، قد يصعب تحديد جنس الجنين بشكل دقيق باستخدام السونار، خاصةً إذا كانت وضعية الجنين غير واضحة أو إذا كانت كمية السائل الأمنيوسي قليلة.
- فحص الدم ل لحامل (NIPT) هو فحص دم يُمكن إجراؤه بدءًا من الأسبوع العاشر من الحمل، و يُساعد على الكشف عن بعض التشوّهات الكروموسومية لدى الجنين، بما في ذلك متلازمة داون و متلازمة إدوارد و متلازمة باتو. و يُمكن أيضًا من خلال هذا الفحص معرفة جنس الجنين. و تبلغ دقّة فحص (NIPT) حوالي 99%. و يعتمد فحص (NIPT) على تحليل ال DNA الجنيني الموجود في دم الأم. و يُعدّ فحص (NIPT) أكثر دقّة من فحص السونار في تحديد جنس الجنين، و هو أقلّ مُخاطَرة من بزل السائل الأمنيوسي و أخذ عينة من زغابات المشيمة.
- بزل السائل الأمنيوسي (Amniocentesis) هو إجراء طبي يتمّ فيه سحب عينة من السائل الأمنيوسي من الرحم، و يُمكن من خلال هذه العينة فحص الكروموسومات لدى الجنين و تحديد جنس الجنين. و يُجرى بزل السائل الأمنيوسي عادةً بين الأسبوع 15 و الأسبوع 20 من الحمل. و تبلغ دقّة بزل السائل الأمنيوسي حوالي 100%. و لكن، يُعدّ بزل السائل الأمنيوسي إجراءً مُخاطِرًا بعض الشيء، حيث أنّه يُمكن أن يُؤدّي إلى الإجهاض أو الولادة المُبكّرة أو التهابات في الرحم. و لذلك، لا يُجرى بزل السائل الأمنيوسي إلا في حالات الضرورة، مثل وجود تاريخ عائلي من التشوّهات الكروموسومية أو وجود نتائج غير طبيعية في فحص السونار أو فحص الدم ل لحامل.
- أخذ عينة من زغابات المشيمة (Chorionic villus sampling) هو إجراء طبي يتمّ فيه أخذ عينة من زغابات المشيمة، و التي تحتوي على نفس المادة الوراثية للجنين. و يُمكن من خلال هذه العينة فحص الكروموسومات لدى الجنين و تحديد جنس الجنين. و يُجرى أخذ عينة من زغابات المشيمة عادةً بين الأسبوع 10 و الأسبوع 13 من الحمل. و تبلغ دقّة أخذ عينة من زغابات المشيمة حوالي 100%. و لكن، يُعدّ أخذ عينة من زغابات المشيمة إجراءً مُخاطِرًا بعض الشيء، حيث أنّه يُمكن أن يُؤدّي إلى الإجهاض أو الولادة المُبكّرة أو التهابات في الرحم. و لذلك، لا يُجرى أخذ عينة من زغابات المشيمة إلا في حالات الضرورة، مثل وجود تاريخ عائلي من التشوّهات الكروموسومية أو وجود نتائج غير طبيعية في فحص السونار أو فحص الدم ل لحامل.
و يُنصح بمناقشة الطرق المُختلفة لمعرفة جنس الجنين مع الطبيب، و ذلك لاختيار الطريقة المناسبة للحالة الصحية ل لحامل و لعمر الحمل. و يجب على الحامل أن تكون على دراية بمخاطر و فوائد كل طريقة قبل اتّخاذ القرار.
الخرافات الشائعة حول تحديد جنس الجنين
تُوجد العديد من الخرافات و المعتقدات الشعبية حول تحديد جنس الجنين، و لا أساس علمي ل أي من هذه الخرافات. و انتشرت هذه الخرافات عبر الأجيال و الثقافات المُختلفة، و لا تزال العديد من النساء يؤمنّ بها. و من أبرز هذه الخرافات:
- شكل كرش الحمل يُعتقد أنّ شكل كرش الحمل يُمكن أن يُشير إلى جنس الجنين، حيث يُقال إنّ كرش الحمل المدوّر يُشير إلى أنّ الجنين أنثى، بينما يُشير كرش الحمل المدبّب إلى أنّ الجنين ذكر. و لكن، لا أساس علمي ل هذه الخرافة، حيث أنّ شكل كرش الحمل يعتمد على عدّة عوامل، مثل وضعية الجنين و قوّة عضلات البطن ل لحامل و عدد مرات الحمل السابقة. فمثلًا، قد يكون كرش الحمل مدبّبًا في الحمل الأول و مدوّرًا في الحمل الثاني نفسها.
- نبضات قلب الجنين يعتقد أنّ معدّل نبضات قلب الجنين يُمكن أن يُشير إلى جنسه، حيث يُقال إنّ معدّل نبضات قلب الجنين الأسرع يُشير إلى أنّ الجنين أنثى، بينما يُشير معدّل نبضات قلب الجنين الأبطأ إلى أنّ الجنين ذكر. و لكن، لا أساس علمي ل هذه الخرافة، حيث أنّ معدّل نبضات قلب الجنين يختلف بناءً على عمره و نشاطه و وضعيته. فمثلًا، قد يكون معدّل نبضات قلب الجنين أسرع عندما يكون مستيقظًا و نشطًا، و أبطأ عندما يكون نائماً.
- وحام الحمل يُعتقد أنّ نوع الطعام الذي تشتهيه الحامل خلال فترة الحمل يُمكن أن يُشير إلى جنس الجنين، حيث يُقال إنّ اشتهاء الأطعمة الحلوة يُشير إلى أنّ الجنين أنثى، بينما يُشير اشتهاء الأطعمة الحامضة أو المالحة إلى أنّ الجنين ذكر. و لكن، لا أساس علمي ل هذه الخرافة، حيث أنّ وحام الحمل يختلف من امرأة إلى أخرى، و يرتبط بالتغيرات الهرمونية و احتياجات الجسم من بعض العناصر الغذائية. و لا علاقة له بجنس الجنين.
- مظهر وجه الحامل يُعتقد أنّ مظهر وجه الحامل يُمكن أن يُشير إلى جنس الجنين، حيث يُقال إنّ زيادة جمال الحامل و نضارة بشرتها يُشير إلى أنّ الجنين ذكر، بينما يُشير ظهور حب الشباب و البقع الداكنة على وجه الحامل إلى أنّ الجنين أنثى. و لكن، لا أساس علمي ل هذه الخرافة، حيث أنّ مظهر وجه الحامل يعتمد على التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة الحمل، و على العناية بالبشرة و النظام الغذائي و العوامل الوراثية. و لا علاقة له بجنس الجنين.
- اختبار خاتم الزواج يُعتقد أنّه يُمكن معرفة جنس الجنين من خلال تعليق خاتم الزواج بخيط فوق كرش الحامل. فإذا تحرّك الخاتم في دائرة، فإنّ الجنين أنثى، و إذا تحرّك الخاتم ذهابًا و إيابًا، فإنّ الجنين ذكر. و لكن، لا أساس علمي ل هذه الخرافة، حيث أنّ حركة الخاتم تعتمد على طريقة تعليقه و حركة يد الحامل، و لا علاقة لها بجنس الجنين.
- اختبار صودا الخَبز يُعتقد أنّه يُمكن معرفة جنس الجنين من خلال خلط بول الحامل مع صودا الخَبز. فإذا ظهر فوران، فإنّ الجنين ذكر، و إذا لم يحدث فوران، فإنّ الجنين أنثى. و لكن، لا أساس علمي ل هذه الخرافة، حيث أنّ تفاعل بول الحامل مع صودا الخَبز يعتمد على حموضة البول، و لا علاقة له بجنس الجنين.
- الجدول الصيني ل لحمل يُعدّ الجدول الصيني ل لحمل أحد أشهر الخرافات حول تحديد جنس الجنين، و هو جدول يُحدّد جنس الجنين بناءً على عمر الأم و شهر الحمل. و لكن، لا أساس علمي ل هذا الجدول، و هو لا يعتمد على أي دراسات أو أدلّة علمية.
و يُنصح بتجاهل هذه الخرافات و الاعتماد على الطرق العلمية الموثوقة لمعرفة جنس الجنين. و من المهم التأكيد على أنّ جنس الجنين لا يُؤثّر على قيمة الطفل أو محبّة الأهل له. و يجب على الأهل أن يكونوا سُعداء ب قدوم طفلهم إلى العالم، سواء كان ذكرًا أو أنثى.
الخاتمة
يتم تحديد جنس الجنين في لحظة الإخصاب، و لا يُمكن تغييره بعد ذلك. و تتعدّد الطرق التي يُمكن من خلالها معرفة جنس الجنين خلال فترة الحمل، و تختلف هذه الطرق في دقّتها و وقت إجرائها. و يُنصح بمناقشة الطرق المُختلفة لمعرفة جنس الجنين مع الطبيب، و ذلك لاختيار الطريقة المناسبة للحالة الصحية ل لحامل و لعمر الحمل. و يُنصح بتجاهل الخرافات الشائعة حول تحديد جنس الجنين، و الاعتماد على الطرق العلمية الموثوقة.