كيفية التعامل مع القلق والاكتئاب - خطوات عملية لنفسية أكثر هدوءًا
يُعدّ القلق والاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا في العالم ، حيث تُشير الإحصائيات إلى أن ملايين الأشخاص يُعانون من هذه المشاكل التي تؤثر على صحتهم النفسية و الجسدية و على علاقاتهم الاجتماعية. ولا تقتصر هذه الأمراض على فئةٍ عمريةٍ مُحدّدة، بل تُصيب الجميع من مختلف الأعمار و الجنسين و تختلف أعراض القلق و الاكتئاب من شخصٍ إلى آخر ، وقد تتراوح من خفيفة إلى شديدة.
 |
| كيفية التعامل مع القلق والاكتئاب - خطوات عملية لنفسية أكثر هدوءًا |
و على الرغم من صعوبة هذه المشكلة و تداعياتها السلبيّة، إلّا أنّه يُمكن التعامل معها والتغلّب عليها من خلال اتباع بعض الخطوات العملية التي ستساعد في تحقيق الاستقرار النفسي و تحسين جودة الحياة .
سنستعرض في هذا المقال بعض الخطوات العملية التي تساعدك على التعامل مع القلق و الاكتئاب و التغلّب عليهم. سنناقش طرقًا للتحكم في أفكارك و مشاعرك و سلوكياتك و لتغيير نمط حياتك نحو الأفضل.
الفرق بين القلق و الاكتئاب
قبل الحديث عن كيفية التعامل مع القلق و الاكتئاب من المُهم معرفة الفرق بينهما:
- القلق هو شعور طبيعي بالخوف أو التوتّر تجاه موقفٍ مُعين أو حدث مُستقبلي و عادةً ما يكون القلق مُؤقتًا و يختفي عندما ينتهي الموقف أو الحدث. و قد تظهر أعراضه على شكل زيادة مُعدّل ضربات القلب ، ضيق التنفّس ، الأرق، الشعور بالضيق و التوتر و إذا أصبح القلق مستمرًا و بدأ في التأثير على حياة الشخص يوميًا فعندها قد يكون ذلك دليلاً على وجود اضطراب قلقٍ عام.
- الاكتئاب هو اضطراب مزاجي يُؤثر على مشاعر الشخص و أفكاره و سلوكياته و غالبًا ما يستمر لفترة أطول من القلق و يُصاحبه الشعور بالحزن الشديد، فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت تُثير الاهتمام في الماضي ، فقدان الطاقة، تغيّرات في الشهية و النوم، صعوبة في التركيز ، الشعور بالذنب و اليأس .
خطوات عملية للتعامل مع القلق و الاكتئاب
يعتمد علاج القلق و الاكتئاب على شدّة الأعراض و تاريخ الشخص و من المُهم استشارة الطبيب أو المُعالج النفسي لتحديد الخطة العلاجية المُناسبة. و فيما يلي بعض الخطوات العملية التي تُساعد في التحكّم في القلق و الاكتئاب :
- مُمارسة التمارين الرياضية تُساهم التمارين الرياضية في تحسين المزاج و الحد من التوتر و القلق و تحسين النوم. و ذلك بفضل إفراز هرمون " الإندورفين " أثناء ممارسة التمارين و الذي يعمل على تحسين المزاج و تخفيف الألم. و ينصح بمُمارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا.
- النظام الغذائي الصحي يؤثّر الغذاء على المزاج و مستويات الطاقة و لذلك يُنصح بتناول الوجبات الصحيّة و تجنّب الوجبات السريعة و الأطعمة المُصنّعة. و ينصح بتناول الأطعمة الغنية بـ أوميغا 3 ، المغنيسيوم و الزنك فهي تُساهم في تحسين المزاج و الحد من التوتر.
- النوم الكافي يُعدّ النوم من أهم العوامل التي تؤثّر على الصحة النفسية و العقلية و يُساهم الحصول على قسط كاف من النوم على استعادة نشاط الجسم و العقل و ينصح بالحصول على من 7 إلى 8 ساعات من النوم ليلاً و ذلك يُقلّل من التوتر و يُحسّن من المزاج .
- التأمّل و الاسترخاء من خلال ممارسة بعض تقنيات الاسترخاء مثل التنفّس العميق، اليوجا و التأمّل و ذلك للتخلّص من الأفكار السلبيّة و القلق و الشعور بالاسترخاء و السلام الداخلي .
- الحد من التوتر و ذلك من خلال تنظيم الوقت و تحديد الأولويات و الابتعاد عن المصادر التي تُسبّب التوتر قدر الإمكان و العمل على التخلص من الضغوط التي تواجهها من خلال تعلّم مهارات حل المشكلات و القدرة على قول " لا " عندما يكون ذلك ضروريًا .
- التفكير الإيجابي و ذلك من خلال التركيز على الجوانب الإيجابية من حياتك و الامتنان لما تملكه و ذلك يُساعد على التخلّص من الأفكار السلبيّة و يُقلّل من مشاعر الحزن و الاكتئاب و يُحسّن من المزاج.
- قضاء الوقت مع الأصدقاء و العائلة يُساعد الدعم الاجتماعي على تحسين المزاج و الشعور بالأمان و الراحة و ذلك يساهم في التغلّب على القلق و الاكتئاب.
- مُمارسة الهوايات يُمكن للهوايات أن تُوفّر متنفسًا من ضغوط الحياة اليومية و أن تُساهم في تحسين المزاج و الاسترخاء و زيادة الثقة بالنفس و ذلك يؤثّر إيجابيًا على الصحة النفسية .
- العلاج الدوائي يصف الطبيب النفسي بعض الأدوية لعلاج القلق و الاكتئاب مثل مُضادّات الاكتئاب و مُضادّات القلق . و من المُهم استشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية .
- العلاج السلوكي الإدراكي و هو نوع من أنواع العلاج النفسي الذي يساعد على تغيير الأنماط التفكيرية و السلوكية السلبية و التي تؤثر على المزاج.
- العلاج بالعلاج المهني و هو نوع من أنواع العلاج النفسي الذي يُساعد على تحسين مهارات التعامل مع الضغوط اليومية و زيادة الثقة بالنفس.
إذا كنت تعاني من القلق أو الاكتئاب أو أي مشكلة صحيةٍ نفسية أخرى من المُهم أن تتذكّر أنّك لست وحدك. فهناك العديد من الأشخاص الذين يعانون من هذه المشاكل و يوجد علاج لها و يُمكنك التحدّث إلى شخصٍ تثق به للحصول على الدعم.
متى تطلب المساعدة الطبية
من المهم طلب المساعدة الطبية في الحالات التالية :
- إذا استمرت أعراض القلق أو الاكتئاب لأكثر من أسبوعين و بدأت تؤثر على حياتك اليومية .
- إذا كنت تفكّر في إيذاء نفسك أو الآخرين .
- إذا كنت تواجه صعوبة في التعامل مع مشاكلك اليومية أو في التحكّم في أفكارك و مشاعرك .
الخاتمة تُعدّ مشاكل الصحة النفسية من أكثر المشاكل الصحيّة شيوعًا و من المُهم معرفة أن العلاج متاحٌ و فعّالٌ. لذلك لا تتردّد في طلب المساعدة عندما تحتاج إليها و مع العلاج و الدعم يُمكنك التغلّب على القلق و الاكتئاب و الحصول على حياةٍ أفضل و أكثر إيجابيّة و إنتاجيّة .